نصائح لمكافحة التنمر المدرسي للأهل والأطفال
5 مايو 2024 | وقت القراءة : خمسة دقائق
لطالما كان التنمّر جزءًا من حياة الأطفال في المدرسة، لكن ازدادت هذه المشكلة تعقيدًا في عصرنا الحالي، وأصبحت أزمة يتوجّب على الأهل والموجهين التربويين التعامل معها بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية على نحو واسع، الأمر الذي ساهم في نشر هذه الظاهرة بين الأطفال. وإليك أهم المفاهيم والعلامات والحلول المتعلّقة بظاهرة التنمر المدرسي، والتي يمكنك اللجوء إليها للتعامل مع المشكلة بأسلوب واع وحكيم.
ظاهرة التنمر المدرسي
يتعرّض العديد من الأطفال للتنمّر بمختلف أنواعه خلال حياتهم المدرسية، وعادةً ما تظهر على الطفل علامات دالّة يمكن للأهل ملاحظتها، مثل الشعور بالإعياء والصداع وآلام البطن، بالإضافة إلى الميل نحو العزلة الاجتماعية، والابتعاد عن الأصدقاء، وانعدام الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، وضعف التحصيل الدراسي، والابتعاد عن المشاركة في الأنشطة المدرسية، والشعور الدائم بالقلق والخوف. يمكنك مراجعة العلامات التي تدل على أن طفلك يتعرض للتنمر بالتفصيل في مقال آخر على توتة بعنوان: “ظاهرة التنمر – كيف تحمي طفلك من التنمر وقلقه؟”.
لكن، ورغم تعرّض الأطفال للتنمر، إلا أنهم في أحيان كثيرة لا يخبرون أهاليهم عن تعرّضهم للتنمر بسبب الخوف أو الخجل، لهذا يتوجّب على الأهل مراعاة ذلك ومراقبة سلوك الطفل باستمرار، والتحدّث إليه عن المشكلة بشكل عامّ، خاصّةً عندما يتعلق الأمر بالأطفال الأصغر سنًا لأنّهم قد لا يعون خطورة الموقف ولا يستطيعون التعبير، لكن في حالة الأطفال الأكبر عمرًا يمكن تخصيص الأسئلة معهم إذا ظهرت الحاجة، وبرزت علامات التنمّر على الطفل.
كيف أحمي ابني من التنمر المدرسي؟
عليك أن تبادر في اتباع أساليب الوقاية من التنمر المدرسي مع طفلك قبل أن يتعرّض له، وإليك بعضها:
- اقرأ وتثقّف: اقرأ عن التنمّر وتعرّف إلى أنواعه وطريقة التعامل معه، وكيفية مكافحة التنمّر في الدولة التي تعيش فيها وفي المدرسة التي يذهب إليها الطفل، ولدينا مقال آخر في توتة يشرح أنواع التنمر.
- عزز احترام طفلك لنفسه: أخبر طفلك أنّه شخص مهم يستحق الاحترام، وافعل كل الممارسات التي تُظهر احترامك له، ولا تقلل احترامه لأن ذلك يجعله أكثر تقبلا للإساءات من الآخرين.
- أخبر طفلك بأنّك فخور به: ذكّر طفلك بمواطن قوته وأخبره أنّك تحبّه وتفتخر بجميع صفاته، وإن كان يعتقد أنّ بعضها سلبية.
- شجّع طفلك على ممارسة هواياته: ممارسة الهوايات والمشاركة في الأنشطة المدرسية تزيد من ثقة الطفل بنفسه.
- خصص وقتًا للتواصل مع طفلك: تحدّث إلى طفلك واجعله يشعر أنّك صديقه؛ ليخبرك عن الأحداث اليومية التي يواجهها في المدرسة.
- اخلق بيئة آمنة لطفلك: شجّع طفلك على التحدّث من غير قلق أو سخرية، وأشعره بمقدار الدعم الذي تقدّمه له.
- ثقّف طفلك: اشرح لطفلك عن أنواع التنمّر وأخبره أنّ عليه أن يخبرك إن تعرّض للتنمّر حتى تتعامل مع الوقف بطريقة مناسبة.
- ضع حدودًا لتعامل طفلك مع التكنولوجيا: لا تسمح لطفلك بقضاء وقت طويل جدًا على الجهاز اللوحي أو الهاتف المحمول.
- ادعم الجوانب الاجتماعية في حياة طفلك: ساعد طفلك على تكوين الصداقات والاندماج مع زملائه في المدرسة.
قد يتعرّض طفلك للتنمر وإن حاول تجنّب ذلك بالفعل، ومن هنا برزت الحاجة لنُصح الطفل وإرشاده إلى الطرق الصحيحة للتعامل مع المتنمرين، وإليك بعض النصائح:
- الكشف عن التنمّر: علّم طفلك ألا يتردد في إخبار المعلمين والأهل عن أي مضايقات يتعرض لها، واشرح له أن ذلك لا يدعو للخجل أو الخوف، وأن المشكلة ليست فيه بل في المتنمّر، واكسب ثقته ليخبرك عن كل الأشياء التي يواجهها ومنها التنمّر.
- إخبار المعلّم أو الموجّه: أخبر طفلك عن ضرورة إبلاغ المعلّم إذا حاول أي شخص إيذائه بأي شكل.
- غرس الروح الإيجابية: علّم طفلك أنّ عليه أن يتذكّر مواطن قوته عندما يحاول المتنمرين التقليل منه.
- السيطرة على الغضب: أخبر طفلك أنّ الشيء الذي يهدف المتنمرين إليه هو أن يرَوه غاضبًا وحزينًا، لهذا عليه أن يُثبت لهم عكس ذلك من خلال ضبط النفس.
- الفكاهة: أخبر طفلك بأنّ عليه أن يستخف بسلوكيات المتنمّرين وأن يضحك من تهديداتهم ويبتعد عنهم.
- علّم طفلك كيف يدافع عن نفسه وعن الآخرين: ساعد طفلك على تطوير مهارة الدفاع عن الآخرين، لأنّ الأطفال يميلون إلى مساعدة الآخرين أكثر من ميلهم للدفاع عن أنفسهم، وهذا من شأنه أن يزيد من ثقتهم بأنفسهم.
- الألعاب القتالية: تعلّم الألعاب القتالية والتدرب عليها تزيد من ثقة الأطفال بأنفسهم وتجعلهم أكثر قدرة على مواجهة التنمّر.
- الردّ على التنمّر: أخبر طفلك أنّ التنمّر أمر سيء لهذا عليه أن لا يرد على المتنمّر بنفس الأسلوب، ولكن عليه أن يضع حدا له بمواجهته بحزم وحكمة وهدوء.
- تجنّب البقاء وحيدًا: اطلب من طفلك أن يبقى مع أصدقائه وإلى جانب المعلمين حتى يقوم المعلّم بحل المشكلة، لتجنّب مثل هذه المواقف.
خطوات يمكن أن يفعلها الأهل لمواجهة التنمر المدرسي
إذا شعرت بأنّ طفلك يتعرّض للتنمّر في المدرسة فلا تشجّعه على القيام بإجراءات غير قانونية، بل اتبع التعليمات اللازمة في علاج التنمر المدرسي عند الأطفال؛ وذلك من خلال التواصل مع إدارة المدرسة والمتابعة معهم. وإليك بعض النصائح:
شجّع طفلك على الحديث
أظهر لطفلك مشاعر الاهتمام، وقل له إنّك إلى جانبه دائمًا، وإنّ بإمكانه أن يخبرك عن أيّ شيء يُشعره بالضيق، وأنّك ستساعده مهما كان الأمر. فقد أظهرت الدراسات أنّ بناء الثقة بين الأهل وأطفالهم بداية لطريق النجاح في التربية الواعية، ومفتاح هذه الثقة هو التواصل الفعّال البعيد عن العنف والإهانات.
اسأل طفلك عمّا يضايقه
اسأل طفلك إن كان هناك أي شيء يضايقه ويُشعره بعدم الارتياح أو الإحراج في المدرسة، وبمجرّد أن يعطيك طرف الخيط حاول فَهم المسألة من خلال توجيه أسئلة أكثر تحديدًا.
حافظ على الهدوء
حافظ على هدوئك وتجنب الانفعال، وتمالك نفسك مهما كان الأمر صعبًا أو كانت التفاصيل مؤلمة بالنسبة إليك، لكي لا يتوتر الطفل ولكي لا يتوقف عن إخبارك المزيد.
أنشئ خط زمني
اكتب أهم المراحل التي مرّ بها طفلك خلال رحلته مع التنمّر، وناقش الأمر معه إن كان كبيرًا وواعيًا بما يكفي ليتعامل مع الأمر ويساعدك في إيجاد الحلول المناسبة، وإلا يمكنك استشارة الاختصاصيين.
اطلب المشورة
أخبر أحد المقربين منك ومن الطفل عن الأمر، ويُفضّل أن يكون من ذوي الاختصاص، ودعه يخبرك عن رأيه بصراحة بخصوص مدى حدّية الموقف، وفيما إذا قمت بوصفه والتعامل معه بالشكل الصحيح أم أنّك قد بالغت في ردّ فعلك.
راجع سياسات المدرسة
تفحّص دليل المدرسة الموجود في موقعها الإلكتروني، أو اطلبه من المدرسة نفسها، واستكشف البنود الخاصة بتعرّض الأطفال للتنمر. وعندما تكوّن فكرة كاملة عن السياسات والإجراءات المتّبعة يمكنك التواصل مع الشخص المعني للإبلاغ عن التنمّر، وإخباره بكل التفاصيل ليتمكّن من تقديم المساعدة اللازمة.
تابع إجراءات المدرسة
بعد أن تبلغ الأشخاص المعنيين في المدرسة راقب طريقتهم في معالجة الأمر، واطلب منهم إشعارك بأي تطوّرات تخصّ المسألة، وأخبرهم عن أي حوادث جديدة أخبرك بها طفلك، واستفسر عن كيفية التعامل معها.
اصعد السلم الإداري
إذا لم يقم المُرشد باتخاذ الإجراءات اللازمة، واستمرّ طفلك في التعرّض للتنمّر لمدة تزيد عن أسبوعين، شارك المشكلة مع مدير المدرسة، واطلب منه البت في الأمر، واتخذ الإجراءات المناسبة كلّما تطلّب الأمر.
إنّ تعرّض الأطفال إلى التنمر المدرسي أمر شائع ومتزايد في هذا العصر التكنولوجي، لهذا ينبغي للأهل أن يبقوا متيقظين، وأن يتعاملوا مع المشكلة بطريقة واعية وأساليب مدروسة تزيد من ثقة الطفل بنفسه وتحدّ من تفاقم الأمر.