كيف تواجه مشكلة التوتر عند طفلك بإيجابية؟

8 سبتمبر 2024 | وقت القراءة : خمسة دقائق

الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات التي يكون بعضها مفيدًا ومحفّزًا للإنسان وبعضها الآخر مرهقًا بحيث يسبب القلق والتوتر، ولأنّ الأطفال قليلو الخبرة والمعرفة تراهم يواجهون مشكلةً أكبر في تقبّل التغيير أو مواجهة صعوبات الحياة. وعلى الرغم من ذلك، إن تعامل الأهل مع مشكلة التوتّر عند الأطفال بطريقة داعمة وإيجابية ستعزز صحتهم العقلية والنفسية، وسيمر التوتر دون أن يترك أثرًا في حياتهم ومستقبلهم.  

كيف أعرف أن طفلي مصاب بالقلق والتوتر؟

يمكنك ملاحظة التوتر عند طفلك من خلال مراقبة سلوكياته اليومية، ومن أعراض التوتر عند الأطفال ما يأتي:
  • مشكلات في النوم: الطفل المتوتر يعاني من صعوبة في النوم، وقد يحلم بأحلام مزعجة أو كوابيس.
  • التهيج العاطفي: يؤدي التوتر أحيانًا إلى اندفاعات عاطفية مفرطة؛ فقد يلاحظ الأهل أن الطفل يُبدي حالات انفعالية مبالغ فيها أو غير متناسبة مع الوضع القائم.
  • انعزالية: يفضل الطفل المتوتر الانعزال وقضاء المزيد من الوقت بمفرده على التفاعل مع الأصدقاء أو العائلة.
  • تحديات في الأداء المدرسي: تُظهر التغيرات الملحوظة في الأداء الدراسي للطفل علامات على قلقه وتوتره، وذلك بسبب ضعف التركيز في الدروس أو إهمال الواجبات المدرسية بسبب التوتر.
  • العناد والتحدي: يسعى الطفل المتوتر للتخلص من المواقف التي تسبب له عدم الراحة، وقد يُظهر ذلك على شكل عناد أو تحدٍ للأهل.
  • مشكلات مع الزملاء والأصدقاء: ينعكس التوتر عند الطفل أحيانًا على سلوكه في المدرسة وعلاقاته مع الأصدقاء والمحيط. 
  • آلام متكررة في الرأس أو المعدة: يُطلق جسم الطفل هرمون الكورتيزول في حالات التوتر والقلق، الأمر الذي قد يسبب آلامًا في البطن والتعرض لنوبات الصداع بشكل متكرر.

أسباب التوتر عند الأطفال

يشعر الأطفال بالتوتر عادةً لأسباب خارجة عن إرادتهم، أو لأسباب عارضة ناتجة عن تغيرات معيّنة أو التعرّض لحوادث، ومن أسباب للتوتر عند الأطفال:  
 
  • تمسّكهم بأفكار أو مشاعر سلبية تجاه أنفسهم.
  • التغيّرات الحاصلة في أجسادهم خلال مرحلة البلوغ.
  • الضغوطات الدراسية؛ مثل الامتحانات والواجبات المدرسية.
  • مشكلات مع الأصدقاء في المدرسة وصعوبة التواصل مع المجتمع أو الاندماج في المحيط.
  • تغييرات كبيرة في حياتهم مثل تغيير المنزل أو المدرسة أو انفصال الوالدين.
  • المعاملة السيئة سواء في المنزل أو المدرسة أو من قبل الأقران.
  • مشاكل مالية في الأسرة.
  • وفاة أحد أفراد الأسرة.
  • البيئات غير الآمنة في المنزل أو في الحي.
  • الحوادث الكبرى أو الصغرى.
  • مرض مزمن.

علاج الخوف والتوتر عند الأطفال

إن كنت تتساءل: كيف أتعامل مع الطفل القلق؟ دعنا نخبرك أولًا أنّ طريقة علاج التوتر عند الأطفال تختلف باختلاف نوع التوتر، فقد يعاني الطفل من التوتر المزمن الناتج عن شعوره بعدم الراحة أو عدم إشباع احتياجاته الأساسية، أو قد يواجه حادثة معيّنة تسبب له التوتر الناتج عن الصدمة، وفي كلا الحالتين ينبغي للوالدين البحث عن أفضل الطرق للتعامل مع الطفل.        

علاج التوتر المزمن عند الأطفال

قد يُصاب الطفل بالقلق المزمن نتيجة تعرضه لضغوطات؛ كالعنصرية أو التنمر أو غياب أحد الوالدين أو المرض، والتوتر في مثل هذه الحالات إن لم تتم معالجته بالطريقة الصحيحة قد يؤدي إلى مشكلات في الصحة العقلية أو البدنية عند الأطفال. ولتجنب التوتر المزمن عند الأطفال اتبع ما يأتي:
  • عزز شعور طفلك بالأمان والرعاية: ينبغي للأهل أن يؤكدوا على محبتهم لأطفالهم واهتمامهم بهم دون قيد أو شرط؛ وذلك قد يتحقق من خلال ممارسة أنشطة يومية، مثل جلوس الجميع على مائدة الطعام، وتقديم الدعم اللازم في مرحلة الدراسة، وتشجيعهم على ممارسة هواياتهم والتعبير عن أفكارهم بحرية لمنحهم الثقة الكاملة بأنفسهم. في معظم الأحيان يربط الأهل محبتهم بسلوك الطفل الحسن، وهذا خطأ شائع في التربية العلمية، وقد يسبب التوتر المزمن.
  • علّم طفلك مهارات التكيف: يمكن للأطفال التغلب على الضغوط النفسية من خلال التكيّف مع الواقع، وأنّ كل إنسان عليه أن يتغلّب على المشكلات التي تعترضه ويتعامل معها بشكل إيجابي.
  • وفّر له فترات استراحة: وذلك من خلال تخصيص وقت للأنشطة الترفيهية التي تساعد الأطفال مثل اللعب، والرسم، والتجول في الطبيعة، والقراءة، وممارسة الأنشطة الفنية، والاجتماع مع الأصدقاء والعائلة في سبيل تعزيز المشاعر الإيجابية وتقليل التوتر.
  • دافع عن طفلك: يكون التوتر أحيانًا ناتجًا عن عوامل خارجة عن إرادة الطفل، كتعرضه للتنمر بسبب شكله أو مرضه أو لونه أو غير ذلك، أو التعرض لضغوط دراسية زائدة عن نطاق قدرة الطفل، وهذا يتطلب من الوالدين التدخل مباشرةً، كالاتصال بمدرسة الطفل لمناقشة مسألة التنمر أو الضغوط الدراسية، من المهم أن يشعر الطفل بأن الأهل يقفون في صفه ويدعمونه. 
  • تجاهل سلوكياته المزعجة: إذا لم يكن سلوك الطفل خطير أو غير قانوني حاول أن تتجاهله حتى لا تزيد من حدة توتره، ويشعر بأنّك تتحداه.
  • صحح سلوكياته بهدوء: تذكّر أن طفلك يتصرف بهذه الطريقة لشعوره بالتوتر، لهذا حاول أن تتفهّم مشاعره وأن تتقبلها، ثمّ حدثه عن خطئه بهدوء واستمع لرأيه.

علاج التوتر الناتج عن الصدمة عند الأطفال

إذا تعرض الطفل لصدمة عنيفة ناتجة عن حادثة أو فقد شخص عزيز أو غير ذلك فقد يُصاب بالقلق والخوف، ولعلاج هذه المشكلة اتبع ما يأتي:      
  • أشعر طفلك بالاهتمام: وذلك من خلال الاستماع لمخاوفه ومشكلاته، ومراقبة ردود أفعاله وتقبّلها، وإشعاره بأنّه آمن وسيتحسن مع مرور الوقت.
  • اقض وقتا إيجابياً ونوعياً مع طفلك: شجع طفلك على ممارسة هواياته، وشاركه في الأنشطة التي يستمتع بها، وحاول أن تروي له القصص الإيجابية خاصة قبل النوم.
  • أخبر طفلك عن نقاط قوته وامنحه الفرصة لاستخدامها: تُسبب الصدمة غالبًا للأطفال الشعور بالضعف والعجز، وفي مثل هذه الحالات عليك أن تخبر طفلك بأنّه قوي وقادر على تجاوز المحنة، وأنّ لديه نقاط قوة عليه أن يستغلها.

متى ألجأ إلى طبيب؟

إذا شعرت أن طريقة علاجك لمشكلة التوتر عند طفلك غير مجدية، وأنّه لا يزال يمارس نفس السلوكيات ويُبدي نفس الانفعالات سيتوجّب عليك التوجّه إلى طبيب أو مختص حتى لا تتفاقم المشكلة، لكن قبل أن تتجه للطبيب، أخبر طفلك عن أهمية هذه الزيارة وأن الهدف الأساسي منها يصب في مصلحته. والطبيب أو المختص بدوره سيطرح عليه بعض الأسئلة للتأكد من صحته العقلية والنفسية، ويتحدث معه على انفراد ليتمكن من مساعدته في التخلص من شعوره بالقلق والتوتر.      
التربية رحلة صعبة مليئة بالتحديات، لهذا يتوجّب على الأهل أن يحرصوا على غرس مفهوم التفكير الإيجابي عند أطفالهم لتجنّب مشكلة التوتر عند الأطفال والابتعاد عن مسبباتها.