اجعل الغضب وسيلة لتنمية الإبداع وبناء مهارات طفلك الحياتية - نصائح واستراتيجيات فعالة
22 سبتمبر 2024 | وقت القراءة : خمسة دقائق
الغضب شعور طبيعي جدًا يشعر به الإنسان تجاه مواقف متعددة، لهذا لا يُمكننا اعتباره علامة سيئة عند الطفل إن لم يتجاوز الحدود المسموح بها، بل على العكس يكون الغضب في كثير من الأحيان علامة إيجابية تدلّ على أنّ الطفل قادر على التمييز بين الأمور الصائبة والخاطئة، والدفاع عن نفسه أو إحداث تغيير معيّن قد يكون ضروريًا من وجهة نظره.
متى يكون الغضب عند الطفل خطيرًا؟
لا تتسرّع في الحكم على طفلك بمجرّد أن تراه غاضبًا، فالغضب كما ذكرنا عادة طبيعية وصحيّة، لكن قد تتحوّل إلى عادة مدمّرة إذا أظهر الطفل سلوكيات عدوانية تجاه نفسه؛ كأن يتصرّف بطريقة خطيرة يُمكن أن تؤذيه، أو تجاه الآخرين؛ بأن يضرب أو يشتم أو يعتدي على ممتلكات الغير. كما قد تكون سلوكيات الطفل عدوانية وسلبية في نفس الوقت، بأن يُقابل الغضب بإهمال الآخرين عند التحدث معهم أو السخرية منهم.
إضافةً إلى ذلك، إذا بدأ الطفل بالانعزال عن الآخرين فهذه علامة خطيرة قد تؤذي نفسية الطفل على المدى البعيد، وكذلك في حال تحدّث بطريقة العاجز المُنهزم الذي لا يستطيع السيطرة على نفسه وممتلكاته، أو هدد الآخرين بالإيذاء، وكان من الصعب جدًا تهدئته، وكرر هذه السلوكيات بشكل كبير، في الحالات السابقة كلّها عليك أن تتوقف لتتعامل مع طفلك بالأسلوب الصحيح أو تأخذه إلى مختص إذا تطلّب الأمر.
كيفية تنظيم الانفعالات ونوبات الغضب عند الأطفال
إليك بعض النصائح التي ستُساعدك على توجيه طفلك وإدارته عند الغضب:
- حافظ على هدوئك:
اعلم أنّ الصراخ لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة، لهذا قبل أن تتحدّث مع طفلك خُذ نفسًا عميقًا وتحكّم بأعصابك. - لا تستسلم لمطالبه:
إذا قام الطفل بسلوك عدواني لأنّه يريد شيئًا ما لا تُحقق رغبته أبدًا، لأنّه سيكرر هذا السلوك في المُستقبل للحصول على ما يريد. - أظهر لطفلك الاهتمام:
إذا رأيت طفلك يفعل سلوكًا إيجابيًا امدحه وأظهر له إعجابك به. - علّم طفلك مهارات حلّ المُشكلات:
عندما يكون الطفل هادئًا، اجلس إلى جانبه وتحاور معه وعلّمه مهارات حلّ المشكلات، أو اقرأ له القصص التي تتضمّن هذه المهارة. - تجاهل سلوك طفلك عند الغضب:
لا تُظهر اهتمامًا بسلوك طفلك أبدًا، لأنّ ذلك سيشجّعه على الزيادة من حدة الغضب وتكرار الموقف، لكن يُمكنك أن تأخذه للجلوس في مكان مريح وهادئ بعيد عن أي مخاطر أو اخرج أنت من الغرفة إذا كان الطفل كبيرًا، حتى يُخفف الطفل من حدة غضبه ويعود هادئًا، عندها فقط يُمكنك التحدّث معه. - ترجم له انفعالاته: قل لطفلك:
أنت غضبت بسبب كذا وكذا، وبيّن له أنّ الغضب أمر طبيعي، لكن لا يجوز أن يتعدى الحدود المسموحة أو أن يؤذي الآخرين بغضبه. - أخبر طفلك عن علامات الغضب:
ساعد طفلك على اكتشاف علامات الغضب؛ مثل آلام المعدة وتشنج العضلات والصداع، وكيف يُمكن لها أن تؤثر عليه في المُستقبل. - اشرح لطفلك عن عواقب الغضب:
قُل لطفلك أنّ الغضب لن يحل المشكلات بل على العكس قد يؤدي إلى عواقب سيئة يندم عليها الطفل على المديين القريب والبعيد.
الاستراتيجيات الآتية ستُساعد طفلك على المحافظة على هدوئه والتعامل مع المواقف بحكمة وتجنّب الغضب:
- ابدأ بنفسك:
ففي كثير من الأحيان لا يكون غضب الطفل سوى تقليد للأهل، لهذا عليك أن تُسيطر على مشاعرك وألّا تُظهر أي سلوك عدواني أو انفعالي، خاصةً أمام الأطفال. - عزز ارتباطك بطفلك:
فالطفل عندما يشعر بحبّك وتفهمك سيتجه إليك لتساعده في حل مشكلاته بدلًا من الغضب. - ممارسة الرياضة:
شجّع طفلك على ممارسة رياضة الركض أو الجري أو ركوب الدراجة أو أي رياضة يحبّها لأنّ الرياضة تُخفف من حدة التوتّر. - ساعد طفلك على اكتساب مهارات جديدة:
تُساعد مهارات التواصل والذكاء العاطفي والتعاون الأطفال على التخفيف من حدة التوتر والغضب. - استكشف هوايات طفلك وقُم بتنميتها:
إنّ ممارسة الطفل لهوايات يحبّها مثل الكتابة أو الرسم يُساعده على التنفيس عن غضبه بطريقة فعالة، فهذا لن يحلّ الموقف فحسب، بل سينمي إبداع الطفل أيضًا. - استخدم نظام المكافآت:
هذه الطريقة مشروطة بأن تكون المكافأة لقاء السلوك الإيجابي، وألّا تكون دائمة بل على فترات متقطّعة، فلا يجوز أن تستخدمها لمكافأة الطفل عند الهدوء من الغضب مثلًا.
مهارات التهدئة الذاتية للأطفال
إذا كان طفلك في عمر يسمح لك بالتحاور معه ومساعدته للحدّ من الغضب، عليك أن توجّه له النصائح الآتية:
- قُم بالعدّ إلى العشرة قبل أن تفعل أي شيء.
- توجّه إلى مكان هادئ ومُريح.
- حاول الاسترخاء والتخفيف من حدة التوتّر.
- خذ نفسًا عميقًا، وكرر ذلك.
- تحدّث مع شخص تثق به.
متى عليك أن تلجأ إلى مختص؟
تعدّ نوبات الغضب طبيعية خاصةً في فترتيّ المراهقة وما قبل المدرسة، ويُمكن للأهل التعامل معها بأنفسهم من خلال النصائح التي قدمناها لكم آنفًا، لكن إذا طالت الفترة وشعرت بأنّك غير قادر على مُساعدة طفلك في التخلّص من هذه العادة، أو أصبحت نوبات الغضب أكثر شدة وعُنفًا، وصار طفلك يُشكّل خطرًا حقيقيًا على نفسه أو على الآخرين، أو أثّر هذا الأمر في حالة الطفل النفسية بأيّ شكلٍ كان، هنا يجب التوجّه إلى المُختص لأنّه الأقدر على تحديد مدى خطورة الأمر والتعامل مع الحالة بأسلوب علمي فعال.
تقنيات سلوكية فعالة في إدارة الغضب عند الأطفال
وفقًا للدراسات المتعلّقة بموضوع إدارة مشاعر الطفل عند الغضب فإنّ هناك مجموعة من التقنيات الفعالة التي يُمكن للطبيب أو المختص أن يساعدك على تطبيقها للتعامل مع نوبات الغضب:
العلاج بالتفاعل بين الأهل والطفل
في هذا الأسلوب يعمل الأهل والطفل معًا من خلال ممارسة مجموعة من التمارين وفقًا لتوجيهات المعالج؛ وتتضمّن إيلاء المزيد من الاهتمام لسلوكيات الطفل الإيجابية، وتجاهل السلوكيات السلبية البسيطة، وتطبيق عواقب متناسبة مع السلوكيات العدوانية والسلبية، والحفاظ على الهدوء في كلّ المواقف.
تدريب إدارة الأهل
هذا الأسلوب يركز على الأهل، حيث يساعد المُعالج الأهل على اكتساب مهارات مثل؛ تحديد السلوكيات المرغوبة وغير المرغوبة للطفل، واستخدام التعزيز الإيجابي بشكل فعال، وتطبيق قواعد واضحة، والتواصل الفعال مع أطفالهم.
حلول تعاونية واستباقية
يعتمد هذا البرنامج على فكرة أن السلوك العدواني ينبع من نقص المهارات لدى الطفل وليس من رغبته في جذب الانتباه أو اختبار الحدود. وهو يهدف إلى تعليم الأطفال المهارات اللازمة للتعامل مع المواقف الصعبة بطريقة فعالة تضمن عدم اللجوء إلى الغضب.
في نهاية هذا المقال، نؤكّد على الدور الفاعل الذي يؤديه الأهل في إدارة مشاعر الغضب عند الطفل، والمُتمثّل في تفهّم مشاعره وأسباب سلوكياته ومُساعدته على السيطرة على نفسه بأسلوب هادئ.