لعلّك تتساءل أحيانًا لماذا لا أستطيع التعامل مع طفلي! وذلك على الرغم من محاولتك المستمرة وسعيك الدؤوب في سبيل غرس المفاهيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية لدى أطفالك. أنت تجاهد بالفعل، لكنّك تتمسك بقشور التربية وتنسى الالتفات إلى الجوهر.
ومن هنا انبثقت فكرة توتة بلس، فنحن نؤمن أنّك تحتاج إلى تنمية الأساليب التربوية واتباع الطرق الحديثة والعلمية باستمرار لتتمكن من جني ثمار مجهودك. أساليبك التربوية ليست خاطئة بالضرورة، فأنت تغرس قيمًا إيجابية بالفعل لكنّك تحتاج إلى بيئة خصبة تنمّيها وتثبتها في شخصية طفلك، لهذا عليك أن تبدأ من نفسك، وأن تبحث في داخلك عن جذور معتقداتك التربوية والتعامل معها كمرحلة ابتدائية.
قد تؤثر التربية التي تلقيتها قديمًا على طريقتك بالتفاعل مع أطفالك، وعلى الرغم من أنّها قد تكون تربية سليمة أخرجت منك شخصًا مسؤولًا، إلا أنّها قد لا تتناسب مع متطلبات العصر، فاحتياجات طفلك اليوم مختلفة تمامًا عن احتياجاتك قديمًا، كما أنّ شخصية طفلك لا تشبه شخصيتك بالضرورة، فلكل منكما اهتماماته ورغباته وطريقة تفكيره.
نحن اليوم في عالم مفتوح يمكن لطفلك من خلاله أن يرى آفاقًا لم تكن تتخيّلها، وكلّ هذا يؤثر على الرابط بينك وبين طفلك، فلم يعد الأطفال يعيشون في بيئة أسرية مغلقة تشكّل نسيجًا مترابطًا، فلقد صرت اليوم بحاجة إلى جذب أطفالك إليك واستيعابهم وتفهّم احتياجاتهم المناسبة لتطورات العصر.
إضافة إلى ذلك، لم يعد أسلوب العقاب يجدي نفعًا اليوم، لأنّ القيم تغيّرت وأصبح الطفل أكثر انفتاحًا وثقافةً، وأقدر على خوض المناقشة الفاعلة، وفي ذلك فرصة ذهبية لمن لديه استعداد لاغتنامها، فتطوير قدرات طفلك العقلية المتنامية وتغيير سلوكه ينبع من هذه الميّزة.
أصبحت اليوم التربية الواعية أساس لإنشاء طفل ناجح ومستقل، أنت اليوم بحاجة إلى دخول عالم طفلك الصغير وتفهّمه والتفاعل معه بأساليب واعية تتناسب مع شخصيته الفريدة. كما أنّك بحاجة إلى قضاء المزيد من الوقت مع أطفالك من خلال الجلوس على مائدة واحدة أو قضاء وقت قبل النوم معه لتبادل الحديث وسرد القصص الهادفة النابعة من تفكير واعٍ يدمج بين فهمك لاحتياجات طفلك والسلوكيات المرغوبة.