هل تعبت من نوبات طفلك في الأماكن العامة؟ إليك الحلول العملية!

23 فبراير 2025 | وقت القراءة : خمسة دقائق

أنا أكره الخروج من المنزل! طفلي يُسبب لي الإحراج أمام الآخرين! إنّه المزعج الوحيد في المكان! هل تذكرت طفلك وأنت تردد هذه العبارات؟ مُعظم الأهالي سيفعلون، فالخروج مع الأطفال إلى الأماكن العامة قد يتحول أحيانًا إلى تحدٍ كبير، خاصة عندما يُظهر طفلك سلوكيات غير متوقعة، لكن مع التحضير والتفهم يمكنُك تحويل هذه اللحظات إلى تجارب ممتعة. في هذا المقال، نقدم لك دليلًا شاملاً للتعامل مع سلوكيات الأطفال في الأماكن العامة، بدءًا من الاستعداد المنزلي وحتى إدارة المواقف الصعبة.

ضبط سلوك الأطفال في الأماكن العامة

دعني أخبرك أولًا أنّ طفلك لا يعلم أنّه يُحرجك عندما يتصرف بطريقة غير لائقة، لكنّه غير قادر على ضبط مشاعره ومعرفة السلوكيات الصحيحة بنفسه، فالأطفال لهم معاييرهم الخاصة، ولتتغلّب على مثل هذه الموقف ولو جزئيًا اتّبع النصائح الآتية:

قُم بإعداد طفلك نفسيًا لما سيحدث

أخبر طفلك بوجهتكم، والأنشطة التي ستقومون بها، والقواعد التي ينبغي اتباعها، وذلك باستخدام عبارات واضحة وبسيطة يُمكنه فهمها بسهولة، مثل: “سنذهب للتسوق، وسنشتري الأشياء الموجودة في القائمة فقط”.

ضع توقعات واضحة

أخبر طفلك بطريقة التصرف الصحيحة التي تتوقعها منه، وأكِّد على النقاط الإيجابية بدلاً من التركيز على ما لا يجب فعله، مثلًا: “أريدك أن تمسك بيدي لنستمتع معًا برحلة التسوق”.

جهّز أدوات تسلية

من الممكن أن يشعر الأطفال بالملل في بعض الأماكن، لهذا يُفَضَّل أن تُحضر معك أدوات للتسلية، مثل كتب التلوين، أو الألعاب الصغيرة، أو حتى وجبة خفيفة مفضلة.

قدّم لطفلك خيارات محددة

إذا أراد طفلك شيئًا غير متاح، لا تقل له “لا” مباشرةً، بل أعطِه خيارات بديلة، واتركه يختار بنفسه. لو أراد طفلك الحلوى، قُل له مثلًا: “هل تريد أن تختار كتابًا من هذا القسم أم لعبة صغيرة؟”.

استخدم أسلوب الثناء والتشجيع بحذر

عندما يتصرف طفلك بشكل جيد قُل له: “أحببت أنك استمعت لي، أنت تتصرف بشكل رائع!”، بهذه الطريقة ستُعزز ثقته بنفسه وتدفعه للاستمرار في السلوكيات الجيدة دون مبالغة.

لا تستخدم المكافآت لتهدئة طفلك

في حال فعلت ذلك فإنّك، ومن دون أن تشعر، ستخلق ارتباطًا خاطئًا بين السلوك الخاطئ وحصول الطفل على ما يريد، وهذا لا يعني أن تربط المكافآت بالسلوكيات الجيّدة كذلك، لأنّ مهمتك هي توليد الدافع الداخلي لدى الطفل بعيدًا عن المحفّزات الخارجية، فهذه هي الطريقة التي ستجعله يتصرف على نحو لائق من تلقاء نفسه.

التدرب على السلوكيات الجيدة في المنزل

جرب محاكاة مواقف مشابهة لما يحدث في الخارج، وشجع طفلك على الالتزام بالقواعد أثناء التمرين.

استمر بالممارسة ولا تيأس

تعديل سلوك الطفل يحتاج إلى وقت وجهد، لكنه سيؤتي ثماره على المدى الطويل إذا كنت ثابتًا في تطبيق الاستراتيجيات واستمررت في دعم طفلك.

كيف تتم تهدئة الطفل خارج المنزل؟

قد تبدو لك تهدئة الطفل خارج المنزل تحديًا كبيرًا، خاصة إذا كان في حالة من التوتر أو الغضب، لكنّ الأمر يبدأ بالفعل بالاعتراف بأن مشاعر طفلك حقيقية، وأنه قد يواجه صعوبة في التعامل مع البيئة المحيطة، بعدها يُمكنك أن تقترب منه وتُشعره بذلك من خلال التواصل البصري معه والجلوس في مستواه، ليشعر بالأمان ويقلل من توتره. 

استخدم نبرة صوت هادئة ومطمئنة، وابدأ بتسمية مشاعره، قُل له مثلًا: “أرى أنك مستاء، هل يمكن أن تخبرني ما الذي يزعجك؟”، بهذه الطريقة سيشعر طفلك بأنك تفهمه وسيُساعده ذلك على التعبير بالكلمات بدلاً من التصرفات.

وفي حال استمر في البكاء أو الغضب، جرب تقنية التشتيت التي تتمثل في لفت انتباه الطفل إلى شيء ممتع أو محبب في البيئة المحيطة، كأن تقول: “انظر إلى هذا الطائر الجميل!”، أو قُم بتقديم لعبة صغيرة أو نشاط مُهَدِّئ مثل الرسم أو اللعب بمكعبات صغيرة. 

إذا لم يهدأ طفلك، استخدم أسلوب “التنفس العميق”، وابدأ معه بتمرين بسيط: “لنأخذ نفسًا عميقًا معًا، شهيق… وزفير”، وحاول إيجاد مكان أقل ازدحامًا في المكان العام لتمنحه فرصةً لالتقاط أنفاسه. لكن الأهم هو عدم التفاعل مع السلوك السلبي بالصراخ أو الغضب، بل حافظ على هدوئك وأظهر الثبات، وعندما يهدأ الطفل امدحه على تعاونه، وناقش معه بهدوء كيف يمكنه التعامل مع مواقف مشابهة في المستقبل.

كيفية التعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء في السوق

تُعتبر رغبة الطفل في الحصول على كل شيء في السوق أمرًا شائعًا، وإنّ التعامل مع هذه المواقف يتطلب استراتيجيات ذكية لإرشاد الطفل نحو سلوك واعٍ ومتوازن:

  1. التعاطف مع مشاعر الطفل: أخبره أنك تفهم أنّ ما يراه في السوق جذاب وجميل وأنّك تعلم أنّه يرغب في امتلاكه.
  2. تعزيز الأمان العاطفي بعيدًا عن الماديات: أشعِر طفلك أن قيمته ومحبة الآخرين له لا تُقاس بما يحصل عليه من أشياء مادية، ويُمكن للكلمات والأنشطة اليومية أن تُعزز هذا المفهوم.
  3. تقديم بدائل مدروسة: عندما يطلب الطفل أشياء متعددة دوّنها في قائمة، ثمّ تناقش معه حول أهمية تلك الأشياء وما إذا كانت ضرورية بالفعل.
  4. تعليم مهارات التمييز والتخطيط: علّم طفلك التمييز بين الاحتياجات والرغبات، واستخدم مواقف التسوق لتوضيح كيف نختار الأشياء التي تفيدنا حقًا، كما يُمكنك أن تُشجعه على توفير المال لشراء احتياجاته.
  5. إعداد الطفل مسبقًا قبل التسوق: ضع قواعد واضحة معه، مثل تحديد عدد الأشياء التي يمكنه شراؤها.
  6. إدارة نوبات الغضب بهدوء: في حال أصر الطفل أو أبدى انزعاجه، لا تستسلم لمطالبه، بل التزم بهدوئك وأعد تكرار القواعد المتفق عليها بلغة واضحة وبسيطة. 
  7. قدّم له بدائل عن الشراء: مثلًا أخبره أنّ بإمكانه اليوم النظر إلى الأشياء التي يحبها، أو التقاط صورة لها لتظل في ذاكرته، وفي حال توفَّر معه المال في المُستقبل يُمكنه شراء اللعبة التي تُعجبه منها.
  8. جَنِّب طفلك تأثير الإعلانات: تحدَّث معه عن سحر الإعلانات وكيف أنها تجعل الأشياء تبدو أكثر جاذبية مما هي عليه، وساعده على تطوير الفهم النقدي.
  9. تحويل الانتباه أثناء التسوق: قُم بإشراك الطفل في قرارات شراء الفاكهة أو الخضار أو الأدوات المنزلية، كما يمكنك أن تُجري معه محادثة ممتعة أو نشاطًا بسيطًا أثناء التسوق لتقليل تركيزه على الشراء.
  10. تحفيز الإبداع لحل المشكلة: شجّع طفلك على إعادة استخدام الألعاب القديمة، أو إصلاحها، أو صنع لعبته بنفسه؛ لأنّ هذا سيُشعره بقيمة الأشياء التي يمتلكها.

هروب الطفل في الأماكن العامة

الهروب في الأماكن العامة من السلوكيات التي قد تُسبب قلقًا للأهل، والتعامل معها يتطلب هدوءًا بالغًا، وإنّ أوّل ما عليك فعله حيالها هو التواصل مع الطفل والاستماع لمشاعره ودوافعه الشخصية، وإشعاره أنّك تتفهم أنّه يشعر بالملل أحيانًا ويحتاج إلى الركض واللعب، لكن هذا يشكل خطرًا عليه في بعض المواقف، وأنّك تُريد إبقاءه إلى جانبك للحفاظ على أمنه وليس لتقييده، وذلك بهدف بناء الوعي الذاتي لديه بأهمية البقاء معك.

ويُفضل في البداية على الأقل أن تأخذ طفلك إلى الأماكن المغلقة حتى تُجنبه الخطر أثناء الهروب، كما يُمكنك استخدام الأدوات المخصصة مثل العربات أو أحزمة الأطفال، ثُمّ تدرَّج في تخفيف القيود. ويُمكنك أيضًا أن تأخذه إلى أماكن اللعب والرياضة ليتمكن من تفريغ طاقاته بين الحين والآخر، وليتكوّن لديه التصور بأنّ هُناك أماكن يُسمح له الركض فيها لأنّها آمنة، في حين لا يُسمح له ذلك في الأماكن الخطرة مثل الشوارع والأسواق المفتوحة وأماكن المهرجانات والاحتفالات المكتظة.

جرّب أسلوب القواعد والحدود

قبل الخروج، أخبر طفلك بالقواعد التي عليه اتّباعها، وأنّه في حال خالفها سيُعرض نفسه للعواقب التي قد تتضمن حرمانه من الخروج في المرات القادمة، وخلال الرحلة حاول أن تجري معه محادثات وأنشطة ممتعة وتُشغله عن التفكير والهروب، وإذا هرب رغم ذلك ابقَ هادئًا ولا تطارده بطريقة توحي بالغضب، بل تحرَّك نحوه بسرعة وهدوء، واجلس في نفس مستواه واشرح له أنك قلق عليه، ثُمَّ طبّق العواقب لكن لا تُبالغ، أما إذا تصرف بطريقة صحيحة، فعليك أن تُشجعه بكلمات الشكر والثناء البسيطة.

باتباع هذه النصائح، يمكنك ضبط سلوك أطفالك في الأماكن العامة، وتقليل المواقف المحرجة وتحويلها إلى فرص لتعزيز علاقتك معهم وبناء سلوكياتهم الإيجابية. تذكر دائمًا أن أطفالك يتعلمون منك، فكن مثالًا للصبر والتَفَهُّم!