خطوات بسيطة تساعدك في حل مشكلة طفلك مع الواجبات المدرسية
1 مايو 2024 | وقت القراءة : خمسة دقائق
هل تعاني من صراعات دائمة مع طفلك بسبب الواجبات المدرسية؟ هذا أمر طبيعي، ففي الواقع، لا يجد معظم الأطفال متعةً في حل الواجبات، بل قد تتعمّق المشكلة أحيانًا وتصل إلى صراعات وخلافات متكررة بسبب الهروب من الدراسة اليومية. وفي المجمل، تتعلّق كيفية حل مشكلة الواجبات المدرسية عند الأطفال بطبيعتهم وسلوكهم اليوميّ، لهذا لا بد من فَهم السبب الكامن وراء المشكلة قبل التوجّه إلى حلّها.
ابني يرفض كتابة الواجب المدرسي!
قبل أن تبدأ بتطبيق الحلول التي سنأتي على ذكرها، عليك أولاً التمعن وملاحظة بعض الأمور المهمة في سلوك طفلك وشخصيته، ومنها:
عليك أولا أن تدرك أن كل طفل فريد من نوعه! فلو نظرت إلى أبنائك ستجد أنّ لكل منهم مواهبه الخاصة وأنشطته اليومية التي يواظب على ممارستها، وطرق التعلّم التي تنفع معه أكثر من غيرها، لهذا يتوجّب عليك أن تتفهّم شخصية طفلك وسلوكه كنقطة بداية.
ثانيًا، تأكد من أنّ طفلك لا يعاني من صعوبات في التعلّم أو مشكلات في السمع أو النظر أو اضطراب فرط الحركة أو نقص الانتباه، لأنّ الطفل في أيّ من هذه الحالات يحتاج إلى نوع خاص من الرعاية. ولا تنسَ أن تراقب طبيعة الواجبات التي يرفضها طفلك، فهل تراه يعاني مع مادة محددة كالرياضيات مثلًا، أم أنّ المشكلة عامة؟
ثالثاً، راقب طفلك جيدًا، وانظر إلى تصرّفاته والألعاب التي تشعره بالمتعة، فقد يكون الخلل في طريقة تعاملك مع حل الواجبات. على سبيل المثال؛ يفضّل العديد من الأطفال أسلوب الكتابة على الأسلوب الشفهي، أو الأسلوب التعليمي المرفق بالألعاب والأنشطة العملية على الأسلوب الجامد، لذلك حاول دمج الألعاب التي يفضلها مع حل الواجبات المدرسية.
كيفية حل مشكلة الواجبات المدرسية
يواجه معظم الأهالي مشكلة عدم حل الواجبات المدرسية مع أطفالهم، الأمر الذي يجعل الأهل أكثر خوفًا على تحصيلهم الدراسي ومستقبلهم وتطورهم الشخصي على المدى البعيد. لكن هذه المشكلة لا تدعو للقلق لأنها شائعة حتى بين الأطفال المتفوقين، ولذلك ينبغي للوالدين البحث عن أفضل الاستراتيجيات التي يمكنهم تنفيذها للتخلص من مشكلة الهروب من حل الواجبات المدرسية عند الأطفال، وبدورنا نقدّم لكم بعض النصائح الأساسية.
خصص منطقة للدراسة في المنزل
يختلف موقع الدراسة المناسب باختلاف مساحة المنزل وظروف العائلة، لكن المهم أن يكون بعيدًا عن الملهيات والضجيج، فلا يجوز أن تجعل طاولة الطعام في المطبخ أو غرفة الألعاب مكانًا للدراسة مثلًا، فمثلاً يمكن تخصيص طاولة دراسة صغيرة في غرفة نوم الطفل، واحرص على توفّر الضوء والهواء وتوفّر المساحة الكافية للكراسة والأقلام.
حدد وقتًا يوميًا للدراسة
يفضّل أن يقوم الطفل بإنجاز واجباته المدرسية في الوقت نفسه من اليوم حتى يعتاد على إنجازها، ويختلف هذا الوقت من طفل إلى آخر، حيث يفضل بعض الأطفال قضاء وقت للراحة وتناول وجبة بعد العودة من المدرسة وقبل البدء بحل الواجبات، في حين يفضل آخرون إنجاز الواجبات بعد المدرسة مباشرةً حتى لا يقل نشاطهم، وفي جميع الأحوال لا يجوز ترك الواجبات للمساء، فكلّما تأخر الوقت ازداد تعب الطفل وقلّت رغبته بحل الواجب، وبكل الأحوال يجب أن يعتاد الطفل على وقت محدد يعلم أنه مخصص لحل الواجبات فقط، وأنه لا يستطيع فعل أي شيء آخر في هذا الوقت مهما حاول التهرّب.
ضع جدولًا لتنظيم الدراسة
اجلس مع طفلك وضع جدولًا دراسيًا يتضمن المواد التي تحتاج إلى مراجعة، والواجبات المنزلية التي يجب حلّها، ولا تنسَ أن تضع وقتًا تقديريًا لكل مهمة، وبهذا يتعلّم الطفل مهارات التنظيم وإدارة الوقت.
اصنع بيئة إيجابية
تؤثر البيئة المحيطة بالطفل والقصص التي يسمعها على تقبّله للدراسة، لهذا يتوجب على الوالدين سرد القصص الممتعة عن العلماء والعظماء الذين كان لهم دور بارز في صنع الحضارة والثقافة والتقدم العلمي والإنساني، والتأكيد على تفاعل الطفل معها.
اخلق جوًا من المرح
لا شك أنّ البيئة الدراسية الجامدة تولّد لدى الأطفال شعورًا بالملل والإحباط، لهذا من المفيد أن تشارك أطفالك ببعض الأنشطة الممتعة وتسرد لهم القصص الخيالية خلال الدراسة، ويجب أن تدمج الألعاب التي يحبونها مع حل الواجبات المدرسية.
عزز ثقة طفلك بنفسه
من أكثر الأسباب التي تؤثر على إقبال الأطفال على الدراسة وبالتالي على تحصيلهم العلمي الثقة بالنفس، فالشعور بالإحباط أو الخوف يعيق تطور الطفل ونموه العقلي، لهذا ينبغي على الوالدين تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال المديح والثناء، وتجنّب توبيخه لعدم قدرته على حل الواجب بإتقان، بل إقناعه بأنّه سيصبح أفضل بالتكرار.
إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في التغلب على مشكلة عدم حل الواجبات المدرسية عند الأطفال:
- حفّز طفلك وادعم ثقته بنفسه.
- ضع أهدافًا صغيرة قبل البدء بالدراسة.
- حدد موعداً ثابتاً لطفلك في اليوم لحل الواجبات.
- تجنّب أسلوب الشرط والتهديد واتبع أسلوب الحوافز والجوائز.
- لا تتذمر من عدم قدرة طفلك على حل الواجب ولا تستخدم القوة، وعالج الأمور بإيجابية.
- ساعد طفلك في حل الواجب، واشرح له المطلوب في البداية.
- حاول أن تجعل حل الواجب جزءًا من لعبة أو نشاط.
- أخبر طفلك بعواقب عدم حل الواجب، مثل أنّه سيضطر لمواجهة المعلم والتبرير له أو أنه سيواجه صعوبات في حياته لاحقاً.
- كن مشجعًا ذكيًا، فبدلًا من أن تقول لطفلك المتذمر إنّ الواجب بسيط، قل له: هذا الواجب صعب فعلًا، لكنك ذكي بما يكفي لحله.
- اسمح لطفلك بأن ينال قسطًا من الراحة قبل حل الواجبات.
كيف أشجع طفلي على حل الواجب؟
قد تحتاج أحيانًا إلى استخدام أسلوب الحوافز مع طفلك، ولنجاح ذلك اتبع النصائح الآتية:
- حدد مشكلة طفلك؛ فقد تكون المشكلة هي تأخير حل الواجبات أو عدم إتمامها أو إهمالها كليًا.
- ضع هدفًا مرتبطًا بالمشكلة التي حددتها مسبقًا؛وأخبر طفلك به.
- اكتب عقداً دراسياً؛ واطلب من طفلك أن يوقّع عليه ليشعر بالمسؤولية.
- ضع نظامًا للمكافآت والعقوبات في العقد؛ واجعله مرتبطًا بالتزام الطفل في حل الواجبات.
- استحدث نظام النقاط في العقد؛لتشجيع الطفل على بذل جهد أكبر، فكلّما التزم بحل الواجبات أكثر حصل على نقاط أكثر وبالتالي نال المكافأة الكبرى.
فوائد الواجبات المنزلية
قبل أن تتساءل: كيف اجعل الطفل يكتب الواجب الدراسي؟ قد يتوجّب عليك أن تشرح له أهمية الواجبات المنزلية في صقل شخصيته، وهي كما يأتي:
- تعزيز الشعور بالاستقلالية والاعتماد على النفس، مما يزيد من ثقة الطفل بنفسه.
- دعم مهارة إدارة الوقت، وذلك من خلال وضع الأهداف ضمن إطار زمني محدد والالتزام بها.
- تدريب الطفل على الدقة والنظام، وإنجاز المهمّات على أكمل وجه.
- تنمية الشعور بالتحدي ومواجهة الصعوبات بعزيمة.
متى تطلب مساعدة المعلم؟
إليك بعض الحالات التي يتوجب فيها اللجوء إلى المعلّم للمساعدة:
- صعوبة إنجاز الطفل لمهامه المدرسية، على الرغم من محاولاتك لمساعدته.
- التعليمات غير واضحة أو يصعب فهمها من قبل طفلك.
- عدم توفّر المصادر أو المواد اللازمة لمساعدة طفلك في إنجاز مهامه.
- كون بعض المهام صعبة للغاية أو سهلة للغاية بالنسبة لقدرات طفلك.
- كون الغرض من بعض المهام غير واضح للطفل، الأمر الذي يجعله يفقد الدافع لإنجازها.
- اختلاف كمية الواجب المنزلي بشكل كبير من يوم لآخر، الأمر الذي يسبب صعوبة في التنظيم.
بعد أن تعرّفت إلى كيفية حل مشكلة الواجبات المدرسية عند الأطفال، أصبح الوقت مناسبًا لتخوض غمار التجربة، وتجعل من الواجبات المدرسية رحلة ممتعة في عالم التعليم والمعرفة!