لماذا عليك أن تكلّف طفلك بمسؤوليات في البيت الآن وفوراً؟

1 مايو 2024 | وقت القراءة : خمسة دقائق

عند التطرق للحديث عن مسؤوليات الطفل في البيت قد يشعر الأهل بشيء من الرهبة، فكيف لطفلك البريء ذي الأصابع الصغيرة أن يبدأ بتحمّل المسؤولية ويخوض تجربته الخاصة نحو النموّ والاستقلالية؟! لكنّ إيمانك بأن تربية الطفل على تحمّل المسؤولية ستجعل منه شخصًا متزنًا ومستقلًا وناجحًا في حياته المستقبلية ستجعلك أكثر تحمّسًا للبدء بتعليم الطفل واجباته وحقوقه تجاه منزله وأسرته.

متى تبدأ تربية الطفل على تحمل المسؤولية؟

يعتمد العمر الذي يبدأ فيه الطفل بتحمل المسؤولية على عوامل متعددة؛ أهمها النضوج العقلي والعاطفي والاجتماعي، لكن يمكنك البدء معه بسن صغيرة جدًا مثل الثالثة من عمره، كأن تطلب منه أن يرتب ألعابه بعد الانتهاء منها، أو أن يساعد في تحضير مائدة الطعام.
وعمومًا، سيبدأ طفلك أخيرًا بتحمّل المسؤولية في سن الخامسة أو السادسة تقريبًا، فهو في هذه المرحلة يبدأ بإدراك عواقب أفعاله، ويتصرف وفقًا لمبدأ “لكل فعل رد فعل”. لكن عليك أن تدرك أنّ رحلة “تحمل المسؤولية” تحتاج إلى الصبر والمثابرة والتشجيع، وأنّ هناك طريقًا طويلًا عليكما أن تسلكاه معًا.
وأهمّ ما في الأمر هو أن تجعل طفلك يشعر بأن تحمّل المسؤولية مغامرةً ممتعةً لا أوامر مملة، لذا تجنّب الصراعات والجأ إلى أسلوب المكافآت الذي يحيي في نفس الطفل سعيًا نحو الإنجاز في بيئة إيجابية محفّزة. وابدأ مع طفلك بطلبات بسيطة؛ كالاعتماد على نفسه بالاستحمام، أو ترتيب فراشه، فعلى الرغم من بساطة هذه المهمّات إلا أنّها ستغرس في طفلك شعورًا بالسعادة والفخر لأنّه أنجز مهمّة جديدة.

مسؤوليات الطفل في البيت

تختلف واجبات الطفل في البيت وفقًا لعمره ومستوى نضجه العقلي والنفسي والاجتماعي، لهذا تتوقّف مهمة تحديد مسؤوليات الطفل على عاتق الوالدين. ونضع بين أيديكم مجموعة من المسؤوليات المقترحة المرتبة وفقًا للعمر:

مسؤوليات الطفل في عمر (2-3) سنوات

تسمى هذه الفترة عادةً بمرحلة الحضانة، وخلال هذه المرحلة يتم تكليف الأطفال بمهمات بسيطة جدًا مثل:
  • إعادة الألعاب إلى أماكنها.
  • وضع الملابس في سلة الغسيل.
  • وضع القاذورات في سلة المهملات.

مسؤوليات الطفل في عمر (4-5) سنوات

إلى جانب المهمّات السابقة يمكن تكليف الطفل خلال هذه المرحلة بما يأتي:
  • مسح الأسطح البسيطة.
  • المشاركة في تحضير المائدة.
  • ريّ النباتات.
  • المساعدة في ترتيب الغرفة.
  • ترتيب السرير.

مسؤوليات الطفل في عمر (6-7) سنوات

في هذا العمر يمكن تكليف الطفل بمهمّات إضافية كالآتية:
  • المساعدة في غسل الأواني البلاستيكية.
  • كنس الأرض.
  • ترتيب ومسح طاولة الطعام.
  • الحفاظ على الغرفة مرتبة.
  • طي الغسيل.

مسؤوليات الطفل في عمر (8-9) سنوات

في هذا السن يقوم الطفل بكل ما سبق إلى جانب المهمّات الآتية:  
  • المساعدة في إعداد الوجبات الخفيفة.
  • وضع الأطباق في غسالة الصحون.
  • شراء الأغراض من البقالة.
  • إخراج القمامة.
  • المساعدة في رعاية الإخوة الصغار ومجالستهم.

مسؤوليات الطفل في عمر 10 سنوات فأكثر

في سن المراهقة تزداد صعوبة المهمّات التي يُطلب من الطفل تنفيذها، ومن هذه الأعمال ما يأتي:
  • المساعدة في تنظيف المنزل كاملًا.
  • إخراج الأواني من غسالة الأطباق وترتيبها في أماكنها الصحيحة.
  • الخروج في نزهة مع الإخوة الأصغر.
  • المساعدة في غسل السيارة.
  • طهي وجبات بسيطة.

كيف تربي طفلك على تحمل المسؤولية في البيت؟

يبدأ الوالدان بتعليم الأطفال على تحمل المسؤوليات المنزلية من خلال تكليفهم بمهمات محددة يمكنهم إنجازها، فإذا قلت لطفلك مثلًا: رتب الغرفة، سيشعر بالحيرة لأنّك كلفته بمهمة عامّة، في حين أنّه من الأفضل أن تقول له: أعد ألعابك إلى الصندوق، أو رتب فراشك، أو نحو ذلك.
ويتوجّب عليك أيضًا أن تختار مهمّات بسيطة، كما يفضّل أن تفعلها أنت بنفسك وتطلب منه النظر إليك ليقلّدك في المرة القادمة، فإن شعرت بتفاعله ستكون قد نجحت في مهمتك، لكن إن شعرت أنّ المهمة صعبة بالنسبة إليه قسّمها إلى أجزاء أبسط، ولا تنسَ أن تكون ودودًا عندما تملي الأوامر على طفلك، وعِده بمكافأة بعد قيامه بالمهمة، وأوفِ بوعدك حتى لو لم ينجح بأدائها على أكمل وجه.
ولا شك في أنّك كلّما قضيت وقتًا مع طفلك شعر بمتعة أكبر! جرّب أن تشارك طفلك في ترتيب الغرفة، أو أن تتسابق معه على إعادة الألعاب إلى أماكنها، وكن له القدوة الحسنة دائمًا، وابدأ بترتيب أشيائك قبل أن توجه الأمر إليه.

جدول الأعمال اليومية للأطفال

تعد عملية إعداد جدول الأعمال اليومية للأطفال عملية مرنة، تختلف وفقًا لعمر الطفل واهتماماته والأنظمة المتبعة في المنزل، ومن الممكن عمومًا الاستعانة بالنصائح الآتية:
  • قم بتحديد أوقات منتظمة لنوم الطفل واستيقاظه.
  • حدد مدة زمنية معيّنة للدراسة أو القراءة اليومية.
  • خصص وقتًا للأنشطة المنزلية التي يمكن أن يقوم بها الطفل، مثل اللعب في الحديقة أو المساعدة في الطهي.
  • حدد قتًا محددًا يساهم فيه الطفل بترتيب غرفته والمساعدة في الأعمال المنزلية ومعاونة إخوته في واجباتهم اليومية.
  • اجعل الجدول مرنًا قابلًا للتعديل.
  • استشر طفلك عندما تكتب الجدول.
  • أبقِ وقتًا للراحة.
  • حدد مدة زمنية يومية لممارسة المواهب والأنشطة الإبداعية.

أهمية مشاركة الطفل في الأعمال المنزلية

لا تتوقف أهمية مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية عند تخفيف الأعباء عن الوالدين، بل إنّها تتعدى ذلك إلى فوائد جوهرية في حياة الأطفال وشخصياتهم، ومنها:
  • تدريب الطفل على رعاية نفسه ومنزله وعائلته.
  • اكتساب الطفل مهارات أساسية؛ مثل إعداد الطعام والتنظيف والبستنة.
  • تنمية المهارات الاجتماعية لدى الطفل؛ مثل مهارات التواصل والتفاوض والتعاون.
  • الشعور بالكفاءة والمسؤولية.
  • توفّر وقت لاجتماع العائلة والقيام بأنشطة ممتعة.
  • تدريب الطفل على النظام والاستقلالية والثقة بالنفس.

10 نصائح لتربية الطفل على تحمل المسؤولية في البيت

لا شكّ أنّ تربية الأطفال على تحمل المسؤولية رحلة شاقة لكنّها تستحق العناء، وإليك بعض النصائح التي تساعدك في خوضها:
  • أخبر طفلك عن نتائج أفعاله وأثرها الإيجابي.
  • تجنّب لوم الطفل إذا لم يقم بالعمل على أكمل وجه.
  • ساعد طفلك على إيجاد طرق بسيطة لإنجاز المهمّات الصعبة وأهمها تقسيمها إلى أجزاء.
  • كافئ طفلك بعد إنجاز العمل لا قبله.
  • اجعله مسؤولًا عن القيام بأمور يحبها، مثل شراء هدية لصديق.
  • درّب طفلك على أن يصلح أخطاءه بنفسه.
  • عوّد طفلك على تحمّل المسؤولية المالية.
  • اجعل أوامرك واضحة ومحددة دائمًا.
  • تعامل معه باحترام ومودة وامنحه شيئًا من الحرية.
  • قم بإعداد جدول الأعمال اليومية لأطفالك، ودعهم يشاركون في ذلك.
عندما يتبين لوالدين أهمية إعداد جدول الأعمال اليومية للأطفال بشكل دوري، ويتسنى لهم معرفة مسؤوليات الطفل في البيت بما يقع ضمن إطار قدراته، لا بدّ أن يكون الناتج إنشاء جيل مستقل واثق بنفسه، قادر على تحمّل مسؤوليته وخوض تجربته في الحياة.