هل أنت مستعد لبناء مُستقبل مُزهر لأطفالك .. تعرّف إلى مهارات المُستقبل الأساسية
29 سبتمبر 2024 | وقت القراءة : خمسة دقائق
في هذا العالم سريع التطوّر لم تعد المهارات التقليدية التي اعتدناها كافية، لهذا برزت الحاجة إلى تعليم الطفل مهارات حياتية حيوية جديدة تُسهم في بناء شخصيته، وتجعله قادرًا على تجاوز التحديات المختلفة التي قد يواجهها في المُستقبل والتكيّف معها. وعلى الرغم من الدور البارز الذي تؤديه المدرسة في هذا الصدد إلا أنّ المهمة الأكبر تقع على عاتق الأهل.
أهمية تنمية المهارات الحياتية للطفل
تُساعد المهارات الحياتية التي يتعلّمها الطفل على توفير القاعدة المتينة التي يستند إليها في مراحل حياته اللاحقة، وذلك من خلال ما يأتي:
- الثقة بالنفس:
عندما يتمكن الطفل من إنجاز الأمور أو حل المشكلات بنفسه فإنه يشعر بالرضا ويزداد إيمانه بقدراته. - تحسين العلاقات الاجتماعية:
عندما يتعلم الطفل كيفية التواصل وإظهار التعاطف وحل النزاعات، فإنه يصبح شخصًا أكثر جاذبية وسهولة في التعامل. - إعداد الطفل للمستقبل:
عندما يتعلم الطفل كيفية إعداد وجبة وتنظيف الغرفة وإدارة أمواله، فإنه يصبح أكثر قدرة على العناية بنفسه والتعايش مع سوق العمل وتقلّباته. - تحسين الصحة العقلية:
يكون الطفل أقل عرضة للاكتئاب والقلق والتوتّر عندما يتعلّم كيفية العناية بنفسه وحل مشكلاته والتعامل معها. - الشخصية المستقلة:
تُسهم المهارات الحياتية في إبراز صوت الطفل في المدرسة والعمل والحياة العملية عمومًا. - الخبرة الحياتية:
يستطيع الطفل تحديد مسؤولياته وحقوقه بشكل يمكّنه من مواجهة التحدّيات واقتناص الفرص بكفاءة عالية.
مهارات المستقبل التي تنمي شخصية طفلك
يُمكن للأهل مُساعدة أطفالهم على بناء مستقبل مُزهر، وخوض التجربة بكلّ ما فيها من مخاطر وعقبات بثقة ومسؤولية لا تتزعزع من خلال تنمية المهارات الأساسية لديهم. وإليك المهارات الخمس الأساسية التي تُسهم في تطوير مستقبل أطفالك:
تُساعد مهارات حل المشكلات الأطفال على مواجهة التحدّيات وإيجاد حلول سريعة وفعالة للمُشكلات التي يواجهونها في حياتهم، ويُمكن للأهل تنمية هذه المهارة لدى الأطفال من خلال توفير الفرصة الحقيقية لذلك؛ بأن يطلبوا من الطفل تنظيف الغرفة أو التخطيط لإدارة أمواله دون مُساعدة، ومن ثمّ يناقشونه في الحلول التي أوجدها للمُشكلات التي واجهته، ويقدمون له الدعم والتوجيه اللازمين.
مهارات إبداعية
الإبداع هو إمكانية التفكير بشكل أوسع في الأشياء، ويشمل كسر الأفكار القديمة أو الجامدة وابتكار روابط جديدة ومثيرة للاهتمام وتوسيع حدود المعرفة الشخصية إلى شيء غير مألوف. ويُمكن للأهل تنمية هذه المهارات لدى أطفالهم من خلال ألعاب مثل؛ تأدية الأدوار أو حلّ الألغاز التي تُساعد الطفل في إخراج كلّ أفكاره تجاه موضوع معيّن، خيالية كانت أو حقيقية، والربط بينها للخروج بنتائج إبداعية مُذهلة.
التفكير النقدي
يمتلك الأطفال بطبيعتهم مهارة التفكير النقدي التي تعبّر عن تحليل الأشياء لفهمها بمستوى أعمق، وإنّ هذه المهارة هي التي تُساعد الطفل على تكوين آرائه وبناء التشبيهات والحجج المنطقية، وتعمل على تنمية المرونة العصبية لدماغه، وتجعله أكثر قدرة على تشكيل الروابط وتعزيز المعلومات في الذاكرة. ولتنمية هذه المهارة عليك أن تُناقش طفلك بعمق وتطرح عليه أسئلة كالآتية:
- هل توافق على هذا؟
- ما هي وجهة نظرك حول هذا الموضوع؟
- أخبرني المزيد عمّا تعرفه حول كذا.
- هل يُمكنك أن تُعطيني مثالًا؟
مهارات التواصل
يُعدّ التواصل بوابة الطفل إلى العالم، فعندما يتعلّم الطفل التعبير عن أفكاره فإنّه يُصبح أكثر إقبالًا وقدرةً على تحليل المواقف والإدلاء بآرائه بشكل يقوي شخصيته ويعزز الروابط بينه وبين الآخرين. وللتواصل نوعان:
- تواصل لفظي:
يتمثّل باستخدام الألفاظ والعبارات الصحيحة في مواقعها الصحيحة، والقدرة على مُشاركة الآخرين بالآراء والأفكار من خلال توصيل الجمل بالمعنى الصحيح. - التواصل غير اللفظي:
وهو يدعم التواصل اللفظي ويقويه، ويتمثّل بالاستماع الفعال وإظهار الاهتمام والتعبير بإيماءات ولغة جسد سليمة.
مهارة التعاون
هذه المهارة قادرة على الجمع بين المهارات السابقة جميعها، فالطفل عندما يتعاون مع الآخرين تُصبح لديه القدرة على تعزيز نقاط ضعفه وإظهار نقاط قوته، سواء كانت متعلّقة بالتفكير النقدي أو التواصل أو حل المُشكلات أو الإبداع. ويُمكن للأهل تدريب الأطفال على التعاون من خلال الأنشطة والألعاب الجماعية، والمُشاركة في المُبادرات المجتمعية، ودعم الاستماع النشط، وتكوين الفرق، واتّخاذ القرارات الديمقراطية.
مهارات حياتية يجب تعليمها للطفل
بالإضافة إلى المهارات الأساسية سابقة الذكر، هناك العديد من المهارات التي عليك أن تعلّمها لطفلك كجزء من حياته اليومية، ومنها ما يأتي:
- إدارة الوقت:
وذلك من خلال إنشاء روتين يومي للطفل، وجدولة أعماله بطريقة تتيح له تنظيم أنشطته اليومية بشكل عادل. - اتخاذ القرار:
علّم طفلك أن يتخذ قراراته بنفسه حتى في أبسط الأمور، ويُمكنك تفعيل ذلك من خلال وضع خيارات بسيطة ومنحه حرية الاختيار وتنفيذ طلبه. - الإدارة المالية:
علّم طفلك أن يفرّق بين النفقات والمدّخرات والمصروف، وأن ينظّم بينها بحيث لا يُنفق كلّ ما يحصل عليه بل يترك شيئًا للمُستقبل. - إعداد وجبته بنفسه:
عندما يعدّ الطفل وجبته بنفسه يشعر بالمسؤولية والثقة وقوّة الشخصية، ويمكنك أن تجعل ذلك روتينًا يوميًا بأن تطلب منه إعداد وجبة المدرسة بنفسه، مع مراعاة سنه في ذلك. - التسوق:
خُذ طفلك إلى السوق، واجعله يُشارك في اختيار الأصناف، وأعطه رأيك فيها، وحدّثه عن الطريقة الصحيحة لاختيار المنتج المُناسب، وخُذ بآرائه. - أعمال المنزل:
أشرك طفلك في التنظيف والطهي وأعمال الحديقة، لأنّ ذلك سيُساعده على تقدير قيمة العمل الجادّ والتعاون وتحمّل المسؤولية. - المُشاركة في الصيانة:
عندما يُشارك الطفل في صيانة الأشياء التي أتلفها سيُصبح أكثر قدرةً على إدراك عواقب الأمور، وأكثر شعورًا بالمسؤولية.
نصائح لتنمية مهارات المستقبل للأطفال
يؤدي الأهل الدور الأكبر في تجهيز الأطفال للمستقبل عن طريق تنمية مهاراتهم، وذلك من خلال ما يأتي:
- وفّر لهم الفرص المناسبة، فلا يُمكن للطفل أن يتعلّم إذا كان مقيّدًا، لهذا على الأهل أن يوفّروا له الفرصة ليجرّب ويتعلّم.
- شجعهم وحفّزهم على المُشاركة في الأنشطة اللامنهجية والقيام بالمشروعات الإيجابية.
- قدّم لأطفالك التوجيه والدعم بما يتناسب مع الموقف.
- قدّم الملاحظات والنقد البناء، لكن احرص على أن يكون ذلك بأسلوب ودي غير قاسٍ أو جارح، وفي الوقت المناسب.
- أشعر أطفالك بأنّهم محبوبون بغض النظر عن القرارات التي يتخذونها أو الأخطاء التي قد يقعون فيها.
- اخلق بيئة آمنة وداعمة يشعر فيها الأطفال بالراحة لتجربة أشياء جديدة وارتكاب الأخطاء.
وفي الختام، نؤكّد على ضرورة الصبر والمُثابرة في تعليم مهارات المُستقبل للأطفال وتجهيزهم لمواجهة التحدّيات، فالتربية رحلة عظيمة وطويلة تُسهم بكل جوانبها في تكوين شخصية الطفل المُستقلة والناجحة.