من هم شركاؤك في تربية طفلك؟ وما هي أدوارهم؟

8 سبتمبر 2024 | وقت القراءة : خمسة دقائق

إنّ نموّ الطفل في بيئة صحية وآمنة يلعب دورًا بارزًا في بناء شخصيته القوية المستقلة، فالطفل يتأثر خلال مراحله العمرية المختلفة بالمجتمع الذي يعيش فيه، والأسرة التي يلقى فيها التربية والرعاية، والمدرسة التي يقضي فيها جزءًا كبيرًا من وقته. وبناءً على أهميّة دور المجتمع في تربية الطفل خصصنا هذا المقال لنتطرّق معكم إلى الطريقة التي يدعم فيها المجتمع شخصية الطفل ويبني مهاراته وثقافته وانتماءَه.

دور المجتمع في تربية الطفل

يؤدي المجتمع دورًا حيويًا في تربية الطفل وتنشئته، فهو ينمو مرتبطًا بالمنطقة التي يعيش فيها، والأشخاص الذين يقابلهم، وأصدقائه في الحيّ، كما أنّ العادات المحلية وطريقة تواصل أفراد المجتمع تؤثّر على الطفل بشكل مباشر. وفيما يأتي بيان لدور المجتمع في تربية الطفل:

القيم والهوية الثقافية

للمجتمع أو البيئة التي يعيش فيها الطفل دور مهمّ في غرس القيم والتقاليد والهوية الثقافية لديه، فمن خلال القصص المحكيّة، والممارسات الدينية، والعادات الاجتماعية، يتعرّف الأطفال إلى تراثهم ومعاييرهم الثقافية وقيمهم الأخلاقية، فيشعرون بأنّهم جزء لا يتجزّء من هذه البيئة.

التفاعل بين الأقران

توفر البيئة الاجتماعية للأطفال فرصًا كبيرة للتفاعل مع الأقران؛ حيث يمكن للأطفال بناء العديد من الصداقات والعلاقات الاجتماعية خارج الأسرة المباشرة، الأمر الذي بدوره ينمّي لديهم الثقة بالنفس ومهارات التواصل والتعاطف والتعاون والشعور بالانتماء لمجموعة الأصدقاء والأقران.

القواعد التي تحكم العلاقة بين الجنسين

يتعلم الأطفال من مجتمعهم المعايير والسلوكيات التي تحكم علاقاتهم بالجنس الآخر منذ سن مبكرة، حيث إن غرس فكرة المساواة بين الذكر والأنثى في الحقوق والعيش يؤثر بشكل إيجابي على نمو الطفل، ويعزز لديه مشاعر الاحترام والتعاطف، إلى جانب التركيز على فكرة أنّ الذكر له حقوقه والأنثى لها حقوقها بما يتلاءم مع مقدرة كل منهما النفسية والجسدية.

المشاركة المجتمعية

ينمي العمل التطوّعي والمشاركة الفعّالة لدى الأطفال الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والرغبة في تحسين المجتمع، حيث إنّ المشاركة في المبادرات المجتمعيّة تساعد الأطفال على إحداث تأثير إيجابي.

الحماية والسلامة

يتحمل المجتمع مسؤولية سلامة الأطفال وحمايتهم من خلال الدفاع عن حقوقهم، وخلق بيئة آمنة للتنشئة الصحية، وتوفير البنية التحتية الملائمة لهم، ووسائل النقل الآمنة، وحملات التوعية الخاصّة بهم.

دور الأسرة في تربية الطفل

تعدّ الأسرة البيئة الأساسية والأولى التي يتلقّى فيها الطفل التربية والرعاية، وهذا يعني أنّ للأهل الدور الأكبر في إنشاء الطفل وتطوير مهاراته والتأثير الإيجابي الفاعل في شخصيته، ويمكن تلخيص دور الأسرة في تنشئة الطفل من خلال النقاط الآتية:

  • توفير الحب والاهتمام والرعاية المتكاملة للطفل.
  • فَهم رغبات الطفل واهتماماته والتعامل معه بما يتناسب معها.
  • الاستماع الواعي إلى الطفل ومناقشته في الأمور التي تهمّه.
  • توفير بيئة آمنة تشجّع الطفل على البحث والاستكشاف.
  • التفاعل اليومي والتواصل الفعّال مع الأطفال لتنمية قدرتهم على التحاور.
  • غرس القيم والأخلاق والمبادئ الفاضلة.
  • تعزيز الروابط العائلية. 
  • التشجيع والتحفيز على القيام بالأنشطة المتنوعة. 
  • تمثيل القدوة الحسنة أمام الطفل، فالطفل يقلّد ما يراه. 
  • التوجيه وتوفير الاستشارات اللازمة التي تساعد الطفل على اتخاذ القرارات الصحيحة.

دور الحضانة في التنشئة الاجتماعية للأطفال

أظهرت الدراسات أنّ هناك فرقًا ملحوظًا بين الأطفال الذين يعيشون الفترة الأولى من حياتهم في الحضانة أو مؤسسات الرعاية الجماعية وبين الأطفال الذين يعيشون مع مربي واحد أو بين أفراد الأسرة، فالأطفالُ الذين يحظون بالرعاية الجماعية يُظهرون تحسنًا أسرع في مهارات التواصل واللغة، وتتكوّن المهارات المعرفية والأكاديمية لديهم بشكل أفضل، كما أنّهم أقلّ تعرضًا للمشكلات السلوكية. ومن ناحية أُخرى يتعرّض الأطفال عادةً في الحضانات إلى أمراض الجهاز التنفسي بشكل أكبر من غيرهم، وعلى الرغم من خطورة التأثير السلبي لهذه الأمراض على الأطفال في سنّ صغيرة، إلا أنّ ذلك سيعزّز جهازهم المناعي على المدى البعيد.

دور المربيّة في تنمية شخصية الطفل

يحتاج الأهل في كثير من الأحيان إلى الاستعانة بالمربيّة، خاصّة عندما يكون كلا الوالدين عاملَين ولا يمتلكان الوقت الكافي للجلوس مع الأطفال ورعايتهم، لكن ولعظم الدور الذي تقوم به مربيّة الأطفال لا بدّ من الحرص على اختيار المربيّة المناسبة لأنّها ستمثّل النموذج الذي يقلّده الطفل.

 

فإذا اضطررت إلى الاستعانة بالمربية عليك الاتفاق معها على أن تؤدي الأدوار الآتية بكفاءة عالية إلى جانب تقديمها للرعاية الكاملة لطفلك:

  • تنمية مهارات الطفل اللغوية، وذلك من خلال التحدّث مع الطفل ورواية القصص له.
  • تطوير المهارات الحركية عند الطفل عبر مشاركته بالألعاب والأنشطة.
  • تعليم الطفل السلوكيات والأخلاق الحميدة من خلال تمثيل القدوة الحسنة.
  • تنمية مهارات التواصل الاجتماعي لدى الطفل ليتمكّن من التعامل مع الآخرين بشكل فعّال.
  • تقييم أداء الطفل بشكل دوري وتقدّيم الملاحظات للأهل.
  • مساعدة الطفل على الإبداع وممارسة الهوايات.
  • إحاطة الطفل بالدفء والمودة.

دور المدرسة في تربية الطفل

يُمضي الطفل نصف يومه تقريبًا في المدرسة، لهذا لا يمكننا إهمال الدور البارز الذي تؤديه المدرسة في تنشئة الطفل والتأثير على نموّه وتطوّر شخصيته؛ حيث تعمل المدرسة على تعزيز مهارات النموّ الفكري من خلال خَلق بيئة تعليمية منظمة تُساعد الأطفال على اكتساب المعرفة وتطوير المهارات وتعزيز أدائهم الأكاديمي، كما يلعب المعلمون دورًا حاسمًا من خلال تقديم تعليم فعّال، وتسهيل التجارب، وإيصال الأفكار بشكل سلس، وتوفير الدعم الفردي لتلبية احتياجات الطلاب المتنوعة.

فضلًا عن ذلك، توفّر المدرسة مناهج وتقييمات تساعد الأطفال على التقدّم الأكاديمي، وتعدّهم بطريقة محفّزة لاتخاذ القرار المستقبلي الخاصّ بنوع التعليم أو العمل الذي يريد الطفل اختياره. وتُساعد المدرسة أيضًا الطلاب على استكشاف مواهبهم وإبداعاتهم، وتدعمهم في تنميتها والتطوير منها، وتنمي لديهم روح التعاون والعمل الجماعي، وتغرس القيم والأخلاق المجتمعية الحسنة.

لا ننكر دور المجتمع في تربية تربية الطفل وتطويره، إلّا أنّ كلّ طفل له شخصيته المستقلة التي تميّزه عن أقرانه، فلا يتأثر الأطفال كلّهم بالبيئة المحيطة بهم بالطريقة نفسها، وبناءً على ذلك ينبغي للأهل مراقبة الطفل، واستكشاف أفكاره وهواياته وشخصيته وتعزيز الجوانب الإيجابية فيها والحدّ من الجوانب السلبية.