كيف تعود طفلك على النوم بمفرده؟ اكتشف العمر المثالي والطريقة الفعّالة

23 فبراير 2025 | وقت القراءة : خمسة دقائق

تخيل أنّك تقضي ليلة هادئة، أنت تستمتع بكتابك المفضل في جو من الهدوء، بينما ينام طفلك بسلام في غرفته. قد يبدو لك هذا السيناريو أشبه بالحلم، أليس كذلك؟ ما رأيك لو تحوّل الحلم إلى حقيقة! في هذا المقال، سنتحدث عن العمر المناسب لنوم الطفل بمفرده، وفوائد هذه الخطوة على نمو الطفل، بالإضافة إلى تقديم خطوات عملية لمساعدتك على تعويد طفلك على النوم بمفرده بسهولة.

العمر المناسب لنوم الطفل في غرفة منفصلة

تُشير الدراسات إلى أنَّ نوم الطفل بالقرب من والديه على سطح منفصل مصمم خصيصًا له يُقلل من خطر الإصابة بمتلازمة “موت الرضيع المفاجئ” بنسبة تصل إلى 50%، حيث جاءت هذه التوصية لحماية الطفل من المخاطر الصحية، ولتسهيل العناية به ليلًا في مهمات مثل الرضاعة والتهدئة.

بناءً على ذلك، يُنصح بأن يبقى الطفل في غرفة الأهل حتى يبلغ ستة أشهر على الأقل، ويفضل حتى يُتمَّ عامه الأول، لأنّ هذه الفترة تُعتبر حرجة جدًا. وبشكل عام، يختلف توقيت انتقال الطفل اعتمادًا على جاهزيته واحتياجات الأسرة، لكن هُناك بعض الإشارات التي تدل على أنَّ طفلك مستعد للنوم بمفرده:

  • ينام لفترات طويلة خلال الليل دون الحاجة إلى تهدئة مستمرة.
  • لم يَعُد يحتاج إلى رضعات ليلية متكررة.
  • بدأ يُظهر مؤشرات الاستقلالية، مثل اللعب بمفرده لبعض الوقت خلال النهار.

فوائد نوم الطفل وحده

على الرغم من أنّ نوم الطفل مع الأهل يمنحه شعورًا بالأمان الحقيقي والمعنوي خاصةً خلال الشهور الأولى، إلا أنّ نومه بمفرده له عدة فوائد، أبرزها ما يأتي:

  • يساعد في تطوير مهارات الاستقلالية وزيادة الثقة بالنفس عند الطفل.
  • يعزز النوم العميق والصحي للطفل، مما يدعم نموه الجسدي والعقلي.
  • يساعد الطفل في تقليل الاعتماد على الوالدين ويعزز شعوره بالأمان الذاتي.
  • يساهم في تقوية العلاقة بين الوالدين من خلال منحهم وقتًا خاصًا بعيدًا عن الطفل.
  • يساعد الطفل على تطوير مهاراته العاطفية والتعامل مع القلق بمفرده.
  • النوم الجيد يعزز الوظائف المعرفية والذاكرة ويحسّن قدرة الطفل على التعلم.

مشكلة خوف الطفل من النوم لوحده

يواجه العديد من الأهالي مشكلة مع أطفالهم الذين يخشون النوم بمفردهم، فقد يبدأ شعور الطفل بالقلق بمجرَّد أن يحين وقت النوم، ثُم تزداد مخاوفه عندما يتعين عليه البقاء في غرفته دون وجود أحد الوالدين إلى جانبه. 

لو حاولت الدخول إلى عقل طفلك في الليل، ستجد أنّ الفكرة التي تجول في ذهنه هي: “ماذا لو حدث شيء سيئ؟”، وقد يتخيّل وجود اللصوص أو أشياء أخرى مخيفة رغم محاولات الآباء لتهدئته، مثل إغلاق الأبواب أو توفير وسادة جديدة، إلَّا أن مقاومة الطفل تكون شديدة بسبب شعوره بالضعف وعدم الأمان، وبحثه عن الراحة في وجود الوالدين بجانبه. 

وفي بعض الأحيان، يستمر الطفل في هذه العادة لفترة طويلة، الأمر الذي قد يُرهق الأهل ويسبب لهم إحساسًا بالإحباط، خاصة عندما يبلغ الطفل سنًا أكبر ويشعرون بأنَّ الوقت قد حان للانتقال إلى النوم المستقل. هنا، قد يعاني الوالدان من صعوبة في تطبيق حدود واضحة، ويشعران بالقلق من أن الدفع بالطفل للنوم بمفرده قد يسبب له صدمة نفسية. لكن ما الحل؟

حل مشكلة نوم الطفل مع والديه

لحل مشكلة نوم الطفل مع والديه، يجب على الأهل أن يتبعوا خطوات تدريجية وآمنة يقدّمون من خلالها الراحة النفسية لطفلهما من خلال طمأنته وشرح الأسباب التي تجعل نومه في غرفته آمنًا، حيث يمكن البدء بخطوات بسيطة، مثل البقاء في الغرفة مع الطفل لمدة قصيرة حتى ينام، ثم تقليص الوقت تدريجيًا حتى يعتاد الطفل على النوم بمفرده. 

كما يُنصح باستخدام تقنيات تهدئة مثل قراءة قصص ما قبل النوم أو خوض أحاديث دافئة مع الطفل واحتضانه في الوقت نفسه، مع الحرص على منح الطفل اهتمامًا كافيًا، وملاحظة سلوكياته الجيّدة وشكره عليها خاصة عندما يحاول التغلّب على مخاوفه. 

ومن الضروري أيضًا، أن يكون الوالدان صبورين ويمارسون التوجيه بحب ودون قسوة، مع التأكيد على أنَّ الطفل يستطيع اللجوء إليهما إذا شعر بالخوف في المستقبل، فبتكرار هذه الممارسات سيتعلم الطفل تدريجيًا أن يثق في قدرته على النوم بمفرده، مما يعزز شعوره بالأمان والاستقلالية.

كيفية تعويد الطفل على النوم بمفرده

 لا ينبغي أن يكون التحوّل في نظام نوم الطفل سريعًا أو مفاجئًا، بل يجب أن يتم بخطوات صغيرة ومدروسة تساعد الطفل على التكيف معها بسهولة. إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في هذه المرحلة:

ابدأ ببطء وكن صبورًا

من الطبيعي أن يمر الطفل بمراحل من القلق والخوف، لهذا عليك أن تحرص على الجلوس إلى جانبه في البداية حتى يشعر بالأمان، وحاول أن تُقلل الفترة تدريجيًا إلى أن يبدأ بالاطمئنان إلى المكان.

اجعل الانتقال مثيرًا

لا تجعل نوم الطفل في غرفة منفصلة يبدو وكأنه عقاب، بل اجعله شيئًا ممتعًا وملهمًا؛ حيث يُمكنك أن تخبر طفلك عن كم سيكون رائعًا أن يكون له “سرير خاص” مثل الكبار، كما يمكنك السماح له بالمشاركة في اختيار فراشه المفضل، فهذه الحوافز الصغيرة تعزز من شعوره بالإنجاز.

كافئه عند نجاحه

عندما ينجح الطفل في النوم في سريره بمفرده، حتى ولو لبضع ساعات، لا تنسى أن تكافئه وتثني عليه لكن دون مبالغة، إذ يكفي أن تقول له كلمة شكر أحيانًا أو تحتضنه أو تبتسم له لتحسسه بقيمة الإنجاز.

ابقَ ثابتًا في قراراتك

إذا كنت قد قررت أن طفلك سينام في غرفته، فلا تغير هذا القرار في كل مرة يشعر فيها بالقلق، لكنّ الأمر سيختلف إذا كان مريضًا أو خائفًا بالفعل، في هذه الحالات اجلس إلى جانبه على السرير أو على كرسي وقلل الفترة تدريجيًا، ولا تُعيده إلى غرفتك.

علمه العودة إلى النوم بمفرده

عندما يستيقظ طفلك في منتصف الليل، بدلاً من أن تعود إلى غرفته وتضعه في سريره، علمه طرقًا ليعود إلى النوم بنفسه، ويُمكنك تدريبه على تقنيات بسيطة مثل عد الأغنام أو التنفس العميق لتشجيعه على العودة إلى النوم بمفرده. 

تجهيز غرفة نوم الطفل

غرف النوم تشكل بيئة أساسية تساعد الطفل على النوم بشكل أفضل، لذا يجب أن تكون مريحة وآمنة. إليك بعض النقاط التي يجب الانتباه إليها:

  • الراحة والأمان: اجعل غرفة النوم هادئة، مع درجة حرارة مناسبة، وتأكد من أن سريره يحتوي على مرتبة ثابتة، وعلّمه طريقة النوم الصحية. 
  • التقليل من العوامل المشتتة: لا تضع ألعابًا كثيرة أو بطانيات إضافية في سرير الطفل لأنها قد تشكل خطرًا عليه.

مساعدة الطفل على النوم بمفرده ليست مجرد خطوة لتطوير استقلاليته، بل هي بداية لتعليم مهارات حياتية قيَّمة، وباتباع النصائح تدريجيًا والتحلي بالصبر والمرونة، سيعتاد طفلك على النوم بمفرده وتتحسّن حياته وحياة الأسرة بأكملها.