كيف تتجنب الآثار السلبية للخلافات الزوجية على أطفالك؟ | نصائح عملية!
26 ديسمبر 2024 | وقت القراءة : خمسة دقائق
من الطبيعي أن تمر العلاقة الزوجية بمحطات من التحديات والصراعات، لكن الأمر الذي يُثير قلقنا عادة هو الحفاظ على الاستقرار النفسي والعاطفي لأطفالنا في ظل هذه الصراعات، خاصةً أنّ الأطفال بطبيعتهم حساسون، ويتأثرون بالخلافات حتى لو لم يكن لهم علاقة مباشرة بها. في هذا المقال، سنتناول الحديث عن مدى تأثير مشاكل الوالدين على أبنائهم، ونبيّن كيف يمكن للأهل إدارة الصراعات بحكمة ووعي لضمان حماية أطفالهم من التأثيرات السلبية، مع تقديم نصائح عملية فعّالة.
هل مشاكل الوالدين تؤثر على الأبناء؟
نعم، فقد أظهرت الدراسات أنّ الأطفال يبدؤون بالشعور بتوتر أمهاتهم خلال فترة وجودهم في الرحم، حيث إنّ هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر قادر على عبور المشيمة وزيادة مستوى توتر الطفل، وبعد الشهر السادس يبدأ الأطفال بإبداء ردات فعل على الصراعات التي يرونها أمامهم، الأمر الذي يزيد من ضربات القلب والشعور بالتوتر عندهم، وهذا لا يعني أنّه يستجيب لطبيعة الكلام والألفاظ المستخدمة فحسب، وإنّما للتعابير الوجه والحركات، خاصة أنّ الطفل عندما يولد تولد معه حاجة فطرية للأمان والثقة، ومثل هذه التعبيرات تُشعره بأنّه غير آمن.
ما هو تأثير الخلافات العائلية في تربية الأبناء؟
الأطفال مثل الإسفنجة يمتصون كلّ الأحداث التي تدور حولهم، فعندما يرون أو يسمعون الخلافات بين أهلهم يشعرون بالاضطراب وعدم الأمان، الأمر الذي قد يؤثر على ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم أكثر قلقًا أو انطوائية، حتى إنّهم قد يُظهرون سلوكيات غير طبيعية مثل العصبية أو العدوانية.
علاوةً على ذلك، قد يُعاني الأطفال الذين يعيشون في بيئة مليئة بالخلافات على المدى البعيد من مشاكل سلوكية وصعوبات في تكوين علاقات صحية أو مشكلات نفسية مثل القلق والاكتئاب، إضافةً إلى أنّهم سيقلّدون أسلوب أهاليهم في تعاملهم مع الآخرين، فيُصدرون نفس الكلمات بنفس الأسلوب ونفس النبرة، وهذا سيُسبب لهم العديد من المشكلات في حياتهم اجتماعية.
أظهرت الدراسات أنّ الصراخ يؤثر على نمو دماغ الطفل وتطوّره، فالأطفال الذين يعيشون في بيئة مليئة بالخلافات والصراعات يُظهرون تغييرات في مناطق الدماغ المرتبطة بالعواطف وتنظيم المشاعر، مما يؤثر على قدرتهم على التفاعل الاجتماعي في المستقبل.
فضلًا عن التأثير الذي يتركه الصراخ على سلوك الطفل، فقد يُصبح الطفل أكثر عنفًا وعداونيةً في تعاملاته مع الآخرين، كما أنّ ثقته بنفسه ستنخفض بشكل ملحوظ، الأمر الذي سيجعل من الصعب عليه أن يكوّن علاقات اجتماعية في المستقبل، وقد يُصيبه بالتوتر والقلق.
كيف يتعامل الأهل مع الخلافات أمام الأطفال بطريقة صحية؟
عليك أن تعلم أولًا أنّ الخلافات بين الأزواج أمر طبيعي، وأنّه ليس من الضروري أن يؤثر كُل خلاف على نفسية الطفل ونموه، فنحن في النهاية بشر والخلاف بيننا وارد وصحي، كما أنّ إدارة الخلافات لا تعني إخفاءها تمامًا، بل تتعلق بطريقة التعامل معها.
- تقبل وجود الخلافات
من الطبيعي أن تحدث الخلافات بين الأزواج، وهذا لا يعني أن الأطفال سيتأثرون بها بشكل دائم. من المهم أن يدرك الأهل أن الشجار العرضي ليس بالضرورة ضارًا، ولكن تجنب الخلافات المزمنة والشديدة أمر ضروري. - تحويل الخلافات إلى فرصة تعليمية
استخدم الخلافات كفرصة لتعليم أطفالك كيفية حل النزاعات بطريقة صحية، بحيث يمكنك أن تُظهر لهم أن التواصل الفعّال والاحترام يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر وحل المشاكل. - تجنّب إلقاء اللوم
ركِّز على التعبير عن مشاعرك الشخصية مثل “أشعر بالأذى” بدلاً من توجيه الاتهامات لشريكك، فهذا الأسلوب يساعد في تجنب تصاعد الخلافات ويقلل من احتمالية تأثيرها السلبي على الأطفال. - الاعتراف بالخطأ
من الجيد أن يراك أطفالك تعتذر بعد الخلافات، حيث إنّ اعترافك بأنك أخطأت وفقدت السيطرة يُعلمهم تحمل المسؤولية ويعزز لديهم فكرة أن الجميع يخطئون، وأن المهم هو إصلاح الخطأ. - تجنب الأنماط السلبية
تجنب الشتائم والسخرية ورفض مشاعر الشريك أثناء الخلافات، لأنّ هذه الأنماط تزيد من حدة التوتر وقد تؤدي إلى تأثيرات نفسية سلبية على الأطفال. - الاستراحة عند الحاجة
إذا لاحظت أن الخلاف يزداد حدة خذ استراحة، فذلك من شأنه أن يُساعد على تهدئة أعصابك واستئناف المحادثة بشكل أكثر هدوءًا، كما أنّه يمنع وصول الأطفال إلى مرحلة الشعور بالتوتر أو الخوف. - اللجوء إلى متخصص
إذا كان الخلاف بينكما يتكرر بشكل يصعب السيطرة عليه فكر في اللجوء إلى متخصص في العلاقات الزوجية، فالتواصل الفعّال والمساعدة المهنية يمكن أن يكونان ضروريان للحفاظ على سلامة الأسرة في بعض الأحيان.
- تقبل وجود الخلافات
نصائح لتجنب تأثير الخلافات العائلية على الأطفال
تختلف الألعاب المُناسبة للأطفال وفقًا لأعمارهم، لأنّ أسلوب اللعب ونوعية اللعبة تعتمد على قدرات الطفل الإدراكية وعلى اهتماماته. وإليكم مجموعة من الأمثلة على الألعاب المُناسبة للأطفال حسب العمر.حتى تُحافظ على علاقات صحية وغير مؤذية لك أو لأطفالك اتّبع النصائح الآتية:
- تواصل مع شريكك: يمكن لقضاء الوقت مع الشريك أن يُخفف من حدة التوتر في العلاقة، ويُعزز التفاهم والتعاطف بين الزوجين.
- استمع إلى شريكك: لا تكن لحوحًا، بل استمع لشريكك واسمح له بالتعبير عن مشاعره وأظهر له تفهمك.
- تجنب تصعيد الخلاف أمام الأطفال: من الأفضل الابتعاد عن الجدال الحاد أو الصراخ في حضور الأطفال، فإذا بدأ الخلاف بالتصاعد أجّل النقاش حتى يكون الأطفال بعيدين عن المكان.
- أظهر الاحترام المتبادل: حتى في أوقات الخلاف، من الضروري أن يظهر الأهل احترامًا لبعضهم البعض، فهذه الرسالة تساعد الأطفال على فهم أن الحب والاحترام يمكن أن يستمرا رغم الخلافات.
- كُن متعاطفًا أثناء الخلاف: أظهر التعاطف والدفء تجاه شريكك أثناء الخلافات، فهذه التصرفات تعزز شعور الأطفال بالأمان وتمنحهم الثقة بأن الأسرة ستكون بخير.
- قدّم نموذجًا إيجابيًا: عندما يحل الوالدان خلافاتهما بطريقة هادئة ومنظمة، يصبحون قدوة لأطفالهم في كيفية التعامل مع التحديات في حياتهم.
- الحديث مع الأطفال بعد الخلافات: إذا شاهد الأطفال نقاشًا حادًا بين الأهل، من الجيد أن يتم شرح الأمر لهم بعد انتهاء الخلاف، ليطمئنوا أن الأمور قد تم حلها وأن الجميع بخير.
كيف يحمي الأهل أطفالهم من تبعات الطلاق؟
تزداد حدة الصراعات بين الأزواج أحيانًا حتى تصل إلى مرحلة يستحيل معها استمرار الزواج، وفي هذه الحالة يكون الطلاق هو الحل على الرغم من كونه أحد أصعب التحديات التي قد تواجه الأسرة، لهذا فإنّ من الضروري للأهل أن يكونوا واعين واعين لكيفية التعامل مع أطفالهم بعد الطلاق. وإليك بعض النقاط المهمة التي يجب الحرص عليها:
- التواصل المستمر بين الأهل حتى بعد الانفصال لمُناقشة الشؤون المتعلقة في مصلحة الأطفال بهدوء.
- التوضيح للأطفال بأنهم ليسوا مسؤولين عن الطلاق وأن الحب الذي يكنه الوالدين لهم لن يتغير، فهذا أمر أساسي للحفاظ على استقرارهم العاطفي.
- وضع حدود واضحة والتزام الأهل بتنظيم الوقت المخصص لرعاية الأطفال بشكل متساوٍ.
- توفير بيئة آمنة والتقليل من حدة الصراعات قدر الإمكان، وعدم استخدام الأطفال كوسيلة لنقل الرسائل العدائية.
- المحافظة على ارتباط الطفل ببقية أفراد العائلة من الطرفين، مثل الأعمام والأجداد والأخوال.
ماذا يجب أن يفعل الأبناء عند حدوث خلاف بين الوالدين؟
إليكم مجموعة من الألعاب المُناسبة للأطفال في هذا السن:عليك أن لا تُقحم أطفالك في الصراعات التي تدور بينك وبين شريكك، فالخلافات بين الكبار أمر طبيعي، ولا داعي لأن يتحمل الأطفال مسؤولية حلها، بل عليك أن تكون قدوة لهم في إدارة المشكلات وحلّها بحكمة، كما أنّ عليك تشجيعهم على التحدث عما يشعرون به عند حدوث الخلافات لتُساعدتهم على التعامل مع الموقف والتخلص من مشاعر التوتر التي تحدث نتيجة لذلك، فضلًا عن طمأنتهم بأن كل شيء سيكون على ما يرام وأن الحب الذي يجمعك بهم لا يتغير مهما كانت الخلافات.
في نهاية المطاف، الأهل هم القدوة الأساسية لأطفالهم، وبالتالي فإنّ طريقتهم في إدارة الخلافات كفيلة بتوجيه الأطفال فيما يتعلق بكيفية التعامل مع التحديات في حياتهم، لهذا يتوجّب على الأهل التركيز على مهارات الحوار والاحترام المتبادل والوعي بمشاعر الأطفال للمحافظة على بيئة صحية ومستقرة نفسيًا حتى عند حدوث الصراعات.