ملخص معادلة “توتة”

ملخص معادلة “توتة”

فلسفة انخراط الأهل

لماذا اختار “توتة” أن يقرأ الأهل الحكاية لأطفالهم بأنفسهم بدلاً من توفير قصص سمعية أو مرئية يقرأها الطفل بنفسه؟

أثبتت العديد من الدراسات العلمية الأثر الإيجابي لقراءة الأهل لأطفالهم بأنفسهم، كوسيلة لبناء علاقة وثيقة وآمنة بين الطفل وأهله وتعميقها، الذي يعد أمر أساسي في تربية أطفال أصحاء نفسياً ومستعدين لبناء علاقات اجتماعية ومهنية وعائلية صحية.

وفي سياق تطبيق “توتة” تعتبر قراءة الأهل للطفل متطلب أساسي لفهم وجهة نظر الطفل سلوك طفلهم وكيفية دعمهم باستخدام القصة كأداة لطرح الأسئلة والتعبير عن المشاعر ووجهات النظر، وقضاء وقت نوعي مع الطفل من شأنه أن يعزز الثقة وبالتالي الأثر النوعي الذي يمكن للأهل إحداثه في سلوك وحياة أبنائهم.

فلسفة السلوك الإيجابي


بدأ “توتة” رحلة بحثه بسؤال محوري وهو: ما الذي يجعل الطفل يتبنى سلوك معين دون آخر؟ وبعد الاطلاع على الكثير من الدراسات والنماذج العلمية، خلص باحثي “توتة” بأن هناك أربعة مؤثرات أساسية تجعل الطفل يميل إلى سلوك معين دون الآخر، وتم تصميم التطبيق للتجاوب مع هذه المؤثرات.

girl-3.png

أولاً: العدسة التي يرى من خلالها الطفل العالم:

 

معتقدات الطفل ومشاعره تجاه أي سلوك هي المحدد الأول لمدى تبني الطفل لهذا السلوك أو عدمه. إلا أن مجرد معرفة الطفل بإيجابية سلوك ما لا تكفي لاختياره إن كانت مشاعره غير متوافقة مع هذه الإيجابية. 

 

لذا اختار تطبيق “توتة” الحكاية كوسيطه الأساسي للتأثير في توجه الطفل المعرفي والعاطفي على حد سواء، كذلك من خلال جعل القصص مرتبطة باهتمامات الطفل، تحاكي فضوله الطبيعي بتفاصيل ممتعة تجذب انتباهه كمرحلة أولية للتأثير، ومن ثم تساعد على تقدير السلوك الإيجابي كخيار مثالي وبطولي ومحبوب، دون أي تنظير.

الثقة-بالنفس.png

ثانياً: العرف الاجتماعي:

 

كما في الكبار، تقدير الطفل لما يعتبر “الطبيعي” في المجتمع يعتبر أكبر محدد لسلوكه، فالطفل يسعى دائماً إلى تحقيق التواصل والانتماء في البيت وفي المدرسة والمجتمع، لذلك فهو يختار غالباً ما يعتقد أنه مقبول أو مرغوب اجتماعياً وإن كان اعتقاده في غير محله.

 

لذا يعتمد تطبيق “توتة” في حكاياته على السرد الإيجابي الذي يمنح الطفل انطباعاً أن السلوك الإيجابي هو الطبيعي والمرغوب، على عكس الكثير من قصص الأطفال المنتشرة التي تركز على السلوك السلبي في سردها وهو ما يفسره الطفل على أنه الطبيعي.

فهم-خصوصية-الجسد.png

ثالثاً: قدرات الطفل:

رغبة الطفل في اختيار سلوك معين لا تعني بالضرورة قدرته على تنفيذه، إذ يعتمد الأمر هنا كفاءة الطفل واعتقاده الشخصي بهذه الكفاءة ليتمكن من تنفيذه على أرض الواقع، فضلاً عن مدى موائمة البيئة المحيطة من حوله ودعمها لهذا السلوك.   لذا يركز “توتة” في بنائه على:

  • بناء ثقة الطفل واعتقاده بقدرته على تبني السلوك الإيجابي من خلال تصوير حكاياتها لنماذج إيجابية لأطفال وأشخاص يختارون هذا السلوك رغم التحديات.
  • بناء معرفة الطفل ومهاراته من خلال تلميحات تتعلق بالسلوك ضمن الحكاية والأدوات الأخرى المتوفرة في “توتة” كأسئلة التأمل، والخطة الجهنمية التي يتجاوب معها الطفل بنفسه.

توفير نصائح وحيل بسيطة للأهل تساعدهم على دعم الطفل وخلق بيئة اجتماعية ومكانية تشجعه على تبني السلوك الإيجابي.

تعلّم-المرونة-2.png

رابعاً: التحفيز المستمر:

 

يعي “توتة” أن مهمة تعزيز السلوك الإيجابي لدى الطفل ليست بمهمة سهلة أو بسيطة، وقد يشعر الطفل أو الأهل بالإحباط خلالها أحياناً كونها عملية بناء طويلة الأمد. 

 

لذا يوفر “توتة” مجموعة من الأوسمة التحفيزية التي تساعد الطفل على البقاء متحمساً للمثابرة، كما أن “توتة” يساعد الأهل بنصائح تبني هذا الحافز لدى الطفل.

فلسفة التحفيز

 

لماذا التحفيز من الداخل وليس عن طريق المكافئة؟

 

الأساس من فكرة التحفيز من الداخل هي أن الأطفال، كل الأطفال، لديهم نزعة داخلية وفطرية للتصرف بالشكل الصحيح من أجل المنفعة العامة، لكنهم في كثير من الأحيان ببساطة ليس لديهم الوعي الكافي أو المهارة أو ربما لم تتوفر لهم الظروف التي تساعدهم على تحقيق هذه الرغبة. هذا الأمر دفع الكثير من الأهل والمربيين إلى استعمال محفزات خارجية كالجوائز والنقود والمديح لتشجيع الطفل على التصرف بالشكل المطلوب، أو عقاب الطفل لتعليمه السلوك السليم كوسيلة لتجنب العقاب، الأمر الذي يؤتي بنتائج سريعة وفعالة في الوقت المطلوب، لكنها للأسف ليست مستدامة ولا عملية على المدى البعيد. ليس هذا فحسب، بل هي أيضاً مع الوقت تدفع الطفل إلى إهمال نزعته الفطرية الداخلية، وتجعله معتمداً بشكل كامل على هذه المحفزات الخارجية لتحقيق أهدافه، مما قد يؤدي إلى فشله في تحقيقها في حال غيابها أو حتى مع تكرارها الذي يجعلها مع الوقت غير مرضية.

في “توتة” هدفنا أن يسترجع الطفل تواصله ووعيه بهذه البوصلة الداخلية، لتصبح هي الأساس في قراراته وتصرفاته، على المدى البعيد حتى في غياب أي محفزات خارجية وفي وجه أي تحديات آنية أو مستقبلية، عن طريق بناء قدراته ووعيه للتعامل مع نفسه أولاً ومع من حوله ثانياً ومن ثم تعديل ظروفه الخارجية لتناسبه وتساعده على الإنجاز. رغم أن هذه الطريقة قد تكون أصعب، ونتائجها قد تكون أبطئ من استخدام المحفزات الخارجية، إلا أنها بشهادة العلم تجعل الطفل شخص مستقل ومسؤول وواثق من نفسه في أصعب الظروف، وعلى المدى البعيد تخرج للعالم أشخاصاً أصحاء قادرين على إدارة أنفسهم وحياتهم حتى في غياب الأهل. يعتمد نظام التحفيز الداخلي على ثلاث عوامل رئيسية تغذي هذه البوصلة الخيرة و تخاطبها في القصة نفسها و في الخطة التي يضعها الطفل لنفسه بالإضافة إلى نياشين أو أوسمة تحمس الطفل على المثابرة من أجل تطوير سلوك إيجابي معين:

تحفيز-الذات-1.png

أولاً:

حرية الاختيار/الاستقلالية:

أي أن الطفل يستجيب بشكل أفضل عندما يختار هو السلوك الذي يرغب بتغييره أو الطريقة التي تناسبه لتعديل السلوك، في الوقت والظروف التي يختارها بنفسه.

ثانياََ:

البراعة:

أي أن الطفل بحاجة إلى الشعور بالتطور والنمو واكتساب مهارات جديدة وتعلم معارف جديدة بشكل مستمر ليتحمس للوصول إلى مستوى البراعة في سلوك معين.

ثالثاً:

الغاية:

وهي حاجة الطفل إلى فهم وإدراك أهمية ومعنى هذا السلوك في حياته وحياة الآخرين، ليحافظ على استمرارية رغبته في تطويره.

giraffe-q5mnly9q5zqmxpj92qb0jnag8oqpsqj1e4c7r1isxm

أوسمة توتة

تم تصميم الأوسمة في “توتة” لجعل الطفل أكثر وعيا بهذه العناصر الثلاثة وبأهميتها وبإحساسه العالي بها، للتركيز على رسائل كثيرة أهمها:

 

نتصرف بشكل جيد لأن التصرف السلوك السليم يجعلنا نشعر بالرضى والسعادة بحد ذاته، وليس فقط لأن التصرف السليم يؤدي إلى حصولنا على الجوائز والمديح أو لأنه يحمينا من العقاب.

عندما نتصرف بعكس رغبتنا الحقيقية، كأن نخفي الحقيقة مثلاً بعد أن نوينا الصدق، علينا ألا نحكم على أنفسنا، بل أن ندع الفضول يقودنا إلى الأسباب الجذرية في أعماق ذاتنا التي جعلتنا نتصرف هكذا. فالفضول الدائم اتجاه سلوكنا والأسباب التي دفعتنا لاختياره في تلك اللحظة والتأمل بها، هو أفضل وسيلة لنا لفهم أنفسنا والتخطيط لتفادي سلوك معين أو تكراره لاحقاً.

الفخر بأنفسنا يأتي من الداخل، عندما نشعر أننا قمنا بما يجب القيام به.

ارتكاب الأخطاء لا بد منه، للكبار والصغار، وهو ليس فشلاً، لكنه فرصة لنا لنتعلم شيء جديد عن أنفسنا وما حولنا.

الشعور بالإحباط أو عدم التحفيز هو جزء طبيعي من عملية تغيير السلوك، لكن علينا أن نتعلم النهوض مجدداً والمثابرة من أجل المحاولة مرة أخرى وأخرى وأخرى.

التعبير بصدق عن مشاعرنا عنما تتوفر لنا المساحة الآمنة لذلك سيجعلنا قادرين على فهم أنفسنا وإدارة مشاعرنا وتعلم التعبير عنها بشكل أكثر حكمة.

قدراتنا كأشخاص ليست محدودة بقدراتنا الفطرية، يمكنا دائماً أن نطور مهاراتنا ومعارفنا وسلوكياتنا إن رغبنا بذلك.

اكتساب الثقة بالنفس يأتي من الخبرة والتعلم وتطوير قدراتنا بشكل مستمر.

السلوك لا يتغير بين ليلة وضحاها، لكن يمكننا تحقيق الأهداف الكبيرة عن طريف تفتيتها إلى أهداف صغيرة، والعمل على تحقيقها واحدة تلو الأخرى بالصبر والمثابرة.

لا يوجد طفل سيء، هناك فقط سلوك خاطئ، يمكن استبداله بآخر عن طريق تعلم مهارات جديدة وتعديل البيئة المحيطة لتساعدنا بذلك.

ما هي الوسيلة الأمثل لاستخدام الأوسمة في “توتة”؟

صممت الأوسمة في “توتة” لتستجيب إلى المرحلة التي يقف الطفل عندها في رحلة تغييره لسلوكه إلى الأفضل: من التأمل في السلوك إلى اتخاذ القرار، إلى التحليل والتخطيط، إلى التعلم ومن ثم الممارسة، والتطوير والمواظبة على السلوك الجديد.

المرحلة

وصف المرحلة

الأوسمة التي يمكن للطفل الاختيار منها

المرحلة الأولى

قراءة القصة

والإجابة عن أسئلة التأمل

وصف المرحلة

الوعي بالسلوك والتأمل في تفاصيله.

 

تنامي الفضول للتعلم عن هذا السلوك.

 

اتخاذ القرار بتغيير السلوك.

الأوسمة التي يمكن للطفل الاختيار منها

        ملك التأمل العميق فضولي دليلي               بطل القرارات الجريئة

المرحلة الثانية

إعداد الخطة الجهنمية

وصف المرحلة

تحليل الأسباب التي أدت إلى هذا السلوك.

 

فهم التحديات التي قد تواجه الطفل في

تغيير هذا السلوك.

 

تحديد المهارات التي يجب تعلمها لتغيير السلوك.

 

التخطيط للأهداف.

 

التخطيط لتعديلات البيئة المحيطة.

التخطيط لطلب المساعدة من الأهل.

الأوسمة التي يمكن للطفل الاختيار منها

عاشق التحديات

محلل مر

               ملك التخطيط                          شغوف بالتعلم
            متحمس للتجربة                        حنون مع نفسي

المرحلة الثالثة

التعلم من خلال الممارسة

وصف المرحلة

تحقيق نجاحات صغيرة

 

التعلم من الأخطاء

 

التعبير عن المشاعر بصدق

 

تجربة طرق جديدة

 

استكشاف طرق جديدة لأداء نفس المهام.

 

إجراء تعديلات على البيئة المحيطة

 

التواصل بفعالية مع الآخرين.

 

تعلم مهارات جديدة للتعامل مع الانتكاسات والنهوض مجدداً.

الأوسمة التي يمكن للطفل الاختيار منها

                  خبير أخطاء                          

فخور بنفسي

ملك المثابرةمحارب ذكي

        بلبل تعبير

            

فنان إحساس

          وسام الشجاعة

المرحلة الرابعة

المواظبة على السلوك

وصف المرحلة

مكافئة الذات

الأوسمة التي يمكن للطفل الاختيار منها

بطل السلوك

أحتفل بانجازاتي

طريقة الحصول على الأوسمة:

يختار الطفل بنفسه الوسام الذي يعتقد أنه استحقه عندما يشعر بإنجاز ما ويحبذ أن يفسر لأهله السبب الذي يعتقد أنه يستحق النيشان لأجله.

 

عنما يحصل الطفل على الوسام النهائي (بطل في سلوك ما) يحبذ أن تتم طباعة هذا الوسام ووضعه في مكان يمكن للطفل رؤيته بشكل دائم. وعندما يثبت الطفل قدرته على المواظبة على السلوك لفترة يحددها هو، يمكن للطفل اختيار الحصول على وسام أحتفل بإنجازاتي، بحيث تتاح للطفل فرصة اختيار الطريقة التي يود بها الاحتفال بإنجازه ضمن شروط يحددها الأهل من حيث التكلفة أو ضمان السلامة مثلاً.

 

png.png

يمكن للأهل مناقشة هذه الأسباب مع الطفل والخوض في حوار متزن حول أحقية هذه الأسباب بشكل هادف وإيجابي، لكن يجب أن يترك القرار للطفل نفسه في النهاية، حتى لو كان الأهل يعتقدون بعدم أحقيته. فالهدف هنا بناء وعي الطفل بالرسالة وراء النيشان وليس الوسام بحد ذاته.

في حال حدوث أي انتكاسات (وهو أمر طبيعي ومتوقع) بتغير الظروف مثلاً أو نسيان الطفل ما تعلمه، يمكن للأهل العودة مجدداً للخطة التي وضعها الطفل وتشجيعه على مراجعتها وإعادة التخطيط والتنفيذ بما يتناسب مع ظروفه الجديدة.