طفلك يُقاوم النوم؟ عزز روتين نوم مريح لطفلك وتخلّص من صعوبات النوم

30 سبتمبر 2024 | وقت القراءة : خمسة دقائق

إن نيل الطفل للقسط الكافي من الراحة أمر مهم جدًا في نموّه الصحي والنفسي، لكن نصف الأطفال تقريبًا يعانون من مُشكلات في النوم في مراحل معيّنة من حياتهم، وعلى الرغم من أنّ هذه المُشكلات لا ترافقهم عادةً مع تقدّمهم في العمر إلا أنّها قد تؤثر على مسار النموّ الصحي الطبيعي للطفل وأدائه الدراسي وعلاقاته الاجتماعية عمومًا بشكل سلبي. 

مُشكلات النوم عند الأطفال

يُعاني العديد من الأطفال من صعوبات النوم لأسباب مُختلفة، بعضها مُرتبط بالحالة النفسية والسلوكية للطفل، وبعضها الآخر يتعلّق بالحالة الصحية والوضع الوراثي له. فيما يأتي سيتمّ بيان أبرز مُشكلات النوم مع شرح مُبسط لها:

الأرق

يعدّ الأرق عند الأطفال من اضطرابات النوم الشائعة، ويتمثل في صعوبة النوم أو الاستمرار فيه أو كليهما، وهو يؤثر في 20% إلى 30% من الأطفال. ويصنف لثلاث فئات:

  • الأرق السلوكي: شائع عند الأطفال حتى عمر 5 سنوات، ويرتبط بمقاومة النوم والاستيقاظ المتكرر.
  • الأرق المشروط: شائع عند الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين، وينتج عن القلق السابق للنوم.
  • اضطرابات النوم العابرة: تحدث بسبب تغييرات مؤقتة في الروتين مثل السفر أو المرض.

انقطاع التنفس أثناء النوم

يحدث انقطاع التنفس الانسدادي عندما تمنع أنسجة الحلق مرور الهواء أثناء النوم، مما يسبب انقطاعات متكررة في التنفس تزعج الطفل خلال نومه. يصيب هذا الاضطراب 1% إلى 5% من الأطفال، وتعود أسبابه إلى تضخم اللوزتين، أو السمنة، أو بعض مشاكل الأسنان، أو العيوب الخلقية، وهذه المُشكلة يُعالجها الطبيب وفقًا لسببها.

الشخير 

تظهر مشكلة الشخير عند (10-30)% من الأطفال، وتتراوح حدّتها بين الشخير المنخفض غير المُقلق إلى الشخير العالي الذي قد ينتج عن أسباب فعلية تتطلّب علاجًا طبيًا كانقطاع النفس أثناء النوم أو السمنة أو غير ذلك. 

المشي أثناء النوم

يشمل المشي أو القيام بأفعال معينة أثناء النوم، وهو أكثر شيوعًا عند الأطفال الصغار، فحوالي 5% من الأطفال يعانون من مشكلة المشي أثناء النوم، لكنّ مُعظمهم يتخلّصون منها مع البلوغ. وتعد احتياطات السلامة أساسية في إدارة هذه الحالة، بالإضافة إلى أهمية استشارة الطبيب إذا كانت الأعراض متكررة.

الرعب الليلي

يشمل الاستيقاظ فجأة مع الشعور بالخوف دون أن يتذكر الطفل السبب، وهو يصيب حوالي 30% من الأطفال بين الـ 3 و7 سنوات. وعلى الأهل الحرص على تهدئة الطفل وتوفير الراحة له عند التعرّض لهذه الحالة، وإذا تكررت كثيرًا يجب اللجوء إلى الطبيب المُختصّ. 

الكوابيس

تنتج الكوابيس غالبًا عن التوتر والضغط، وتحدث بشكل سريع جدًا، وبخلاف الرعب الليلي يُمكن للأطفال تذكر الكوابيس ومناقشتها مع الوالدين.

النعاس المفرط أثناء النهار

النعاس المفرط أثناء النهار يسبب انخفاض اليقظة والشعور برغبة شديدة في النوم، وهو يصيب 10% إلى 20% من الأطفال. وعلى الرغم من أنّه لا يُشخّص عادة كمشكلة حقيقية إلا أنّه قد يُظهر عوارض متناقضة مثل؛ فرط النشاط أو السلوك العدواني عند الأطفال، وفي حال كانت هذه المشكلة شديدة ينبغي للأهل استشارة الطبيب. 

صرير الأسنان

يشير صرير الأسنان إلى الضغط الشديد على الأسنان أثناء النوم، ويمكن أن يسبب الصداع وتلف الأسنان، ويُعالج عادةً بتقنيات الاسترخاء وواقيات الأسنان. ويصيب هذا النوع من صعوبات النوم حوالي 15% من المراهقين، ويرتبط عادةً بالتوتر.

متلازمة تململ الساقين

وهي اضطراب حركي يتمثل في الرغبة القوية لتحريك الساقين خاصةً خلال الليل، وقد تكون ناجمة عن نقص الحديد أو أسباب وراثية، لهذا يجب استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض للحصول على العلاج المناسب.

نصائح لتنظيم نوم الطفل

يُمكن للتغييرات البسيطة التي يُجريها الأهل على روتين المنزل قبل النوم أن تُسهم بشكل فعال في تعزيز قدرة الطفل على النوم، وإليك بعض النصائح:

  • روتين وقت النوم: حدد الوقت الذي تريد أن يذهب فيه طفلك إلى السرير، وقم بتقديم وقت النوم تدريجيًا بمقدار 5 إلى 10 دقائق كل أسبوع حتى تصل إلى الوقت المطلوب.
  • قضاء وقت مع الطفل قبل النوم: حدد وقتًا قصيرًا تقضيه مع طفلك في السرير قبل النوم، وقم بالتحدّث معه أو اقرأ له قصة، ثم قل له: “ليلة سعيدة”، واتركه لينام.
  • الدمية المفضلة: أعطِ طفلك دميته المفضلة ليحتضنها قبل النوم، فهذا سيشعره بالأمان.
  • ضوء خافت: اترك ضوءًا خافتًا في الغرفة، خاصة إذا كان الطفل يخاف من الظلام. 
  • العودة إلى السرير: إذا استيقظ طفلك من نومه أعده إلى السرير بهدوء فورًا.
  • روتين هادئ: قم بإعداد وجبة خفيفة لطفلك قبل النوم حتى لا يتعرض للأرق بسبب الجوع، لكن لا تُقدّم له وجبة كبيرة لأنّها ستؤدي إلى نتائج عكسية، ثمّ تأكد من تنظيف أسنانه، وخذه إلى السرير.
  • الحد من استخدام الأجهزة: تجنب استخدام الكمبيوتر المحمول أو الأجهزة اللوحية أو الهواتف قبل 30 إلى 60 دقيقة من النوم لتجنب تأثير الضوء الأزرق على النوم.
  • تجنب القيلولة الطويلة: لا تدع طفلك ينام فترة طويلة خلال النهار حتى لا يشعر بانعدام الرغبة في النوم ليلًا.
  • الاسترخاء قبل النوم: مارس الأنشطة التي تُساعد طفلك على الاسترخاء قبل النوم، مثل قراءة القصة أو الاستحمام. 
  • النشاط البدني: تأكد من أنّ طفلك يُمارس الرياضة والأنشطة البدنية، لأنّ الرياضة تعزز النوم عند الأطفال والبالغين.
  • حرارة الغرفة: تأكّد من أنّ درجة حرارة الغرفة جيّدة، وأنّ طفلك يحظى بوسائل التدفئة المُناسبة.
  • اخفض مستوى الضوضاء: حافظ على جوّ هادئ خلال فترة نوم أطفالك. 

كيف تُساعد “توتة” على تحسين النوم عند أطفالك

تقدّم “توتة” مجموعة من القصص الشيّقة التي تتضمّن بين ثناياها عبرًا وقيمًا أخلاقية، حيث تهدف توتة إلى تصحيح سلوكيات الأطفال باتّباع أساليب ممتعة وهادفة تعزز من قدرات الطفل ومعارفه. إضافةً إلى ذلك، يُمكن اعتبار قصص توتة وسيلة فعالة في زيادة الرابطة بين الطفل والأهل، وتقليل التوتّر والقلق اللذين قد يؤثران على نوم الطفل.

وعندما تجعل قراءة القصص لطفلك روتينًا قبل النوم، فإنّ ذلك سيسهم في تعزيز جودة نومه من خلال مُساعدته على الاسترخاء والاطمئنان، وضبط الساعة البيولوجية لجسمه على النوم في وقت محدد، فضلًا عن خلق بيئة هادئة ومريحة للطفل خاصةً عندما يكون الضوء خافتًا. وبهذا الشكل ستجعل من النوم تجربة إيجابية مريحة بعيدة عن الكوابيس والرعب الليلي، خاصة أنّ قصص “توتة” فيها عبر وتتضمّن نهايات سعيدة وهادفة.

ومن المهمّ أن ننبه على أنّ استكشاف السبب الأساسي لمُشكلات النوم عند الطفل هو الخطوة الأهمّ في حلّها، فإن كانت أسبابًا منزلية روتينية؛ كالإفراط في الأكل قبل النوم أو قضاء وقت كبير على الأجهزة فهذه أمور يُمكن حلّها باتباع النصائح سابقة الذكر، لكن إذا كانت مُشكلات صحية أو نفسية متعلّقة بتعرّض الطفل لحوادث صادمة فيجب اللجوء إلى طبيب مُختصّ.