التثقيف الجنسي للأطفال.. إرشادات لا بد منها لكل أب وأم

1 مايو 2024 | وقت القراءة : خمسة دقائق

يعتقد الكثير من الأهالي أنّ الحديث عن الجنس أمام الطفل أمر غير مقبول، وأن التثقيف الجنسي للأطفال لا يعدّ من مبادئ التربية السليمة، لكن الحقيقة أنّك إن لم تجب طفلك عن تساؤلاته الجنسية ولم تعطه المعلومات الصحيحة والمناسبة لعمره سيلجأ إلى مصادر أخرى ليحصل على معلومات غير صحيحة أو بطريقة غير ملائمة لسنه غالبًا، الأمر الذي قد ينتج عنه الضرر في المستقبل.

متى يبدأ حب الاستطلاع الجنسي عند الأطفال؟

يبدأ فضول الطفل لمعرفة الأمور الجنسية عادةً في عمر (4 – 5) سنوات، حين يبدأ بطرح تساؤلات كثيرة عن جنسه أو الجنس الآخر، أو عن الطريقة التي يولد فيها الأطفال، كما قد يبدأ بلمس أعضائه التناسلية ويُظهر اهتمامه بها، وكل هذه أمور طبيعية لا تدعو للقلق عادةً.
وبناءً على ذلك، أوصت منظمة الصحة العالمية أن يبدأ التعليم الجنسي للأطفال في سن الخامسة، أي مع بدء التعليم الرسمي، مع مراعاة أنّ يكون ما يتم تدريسه عادةً للأطفال في سن صغيرة يختلف تمامًا عمّا يتم تعليمه للمراهقين أو للأطفال المقبلين على البلوغ، لهذا ينبغي على الأهالي أو مقدّمي الرعاية أن يتدرجوا بالمعلومات والأساليب التعليمية المتّبعة.  

مبادئ التثقيف الجنسي للأطفال

فضول طفلك تجاه الجنس أمر طبيعي إن لم يتجاوز الحدود المناسبة لسنه، لكن هذا لا يعني أن تتجاهله، بل على العكس يتوجّب عليك أن توليه اهتمامًا خاصًا عن طريق تقديم التربية الجنسية المناسبة لطفلك خلال مراحل نموه المختلفة. ويمكنك في هذه الصدد الاستعانة بما يأتي من مبادئ ومعلومات تساعدك في فهم أساليب التثقيف الجنسي للأطفال تدريجيًا.  

التربية الجنسية للطفل بعمر (5-10) سنوات

إليك بعض مبادئ التثقيف الجنسي للطفل في عمر (4-5) سنوات:  
 
  • اشرح لطفلك عن أعضاء الجسم وأهميتها في حياة الإنسان، فبعضها يُخرج منها الفضلات من غير مشقة، والفم يستخدمه للأكل، والأنف للتنفس، ونحو ذلك.
  • اشرح له أنّ هناك اختلافات بين جسديّ الذكر والأنثى.
  • احرص على إغلاق غرفة نومك حتى لا يرى الطفل شيئًا لا يجوز له رؤيته حتى إذا كان صغيراً جداً.
  • أخبر طفلك أن عليه أن يغلق باب الحمام عند الدخول إليه، وأنّ عليه أن يطرق باب غرفة نومك، كما عليك أنت أيضاً أن تطرق باب غرفته ليبدأ بفهم مبدأ الخصوصية.
  • اغرس في نفسه فكرة أن جسده ملكية خاصة له ولا يجوز لأحد أن يتعدى على هذه الملكية حتى لو بقبلة أو بمسكه من يده، واحرص بين فترة وأخرى على تجسيد هذه الفكرة بطلب الإذن منه قبل أن تقبله، لكي يتعود على ملكيته الخاصة والحصرية لجسده، وليرفض أي مخالفة لذلك مهما كانت بسيطة. 
  • علّمه أنّه ليس من المناسب له معانقة أي شخص أو الاتصال الجسدي مع أي شخص إلا بحضور الأهل.
  • قل له إنّ عليه أن يحافظ على أعضاء جسمه بشكل عام وأن يسترها كجزء من فكرة ملكيته الحصرية لجسده.
  • أخبره عن تكاثر الكائنات في الطبيعة بشكل عام، كالنباتات والحيوانات والإنسان.
  • أخبر طفلك أن نوم الوالدين في غرفة واحدة أمر طبيعي لأنه جزء من العلاقة الزوجية.
والآن إليك بعض مبادئ التثقيف الجنسي بين سن (6-10) سنوات:  
 
  • أخبره أن جسمه سيتغيّر كلّما كبر في العمر وأن هذا الأمر طبيعي.
  • بعد أن تكون قد عوّدت طفلك على ملكيته لجسده في سن مبكرة، أخبره بشكل صريح ألا يسمح لأي شخص بلمس أي منطقة من جسده.
  • اشرح له أن لكل إنسان مساحة خاصة به وهي مكونة من مناطق الجسم الحساسة، وأخبره ما هي المناطق التي تمثل هذه المساحة الخاصة وحساسيتها الإضافية عن بقية مناطق جسده، وأكد عليه بأنه لا يجوز لأحد غير الوالدين أن يرى أو يلمس مساحته الخاصة تحت أي ظرف كان.
  • اشرح له أنه من غير الملائم له رؤية أي مساحة خاصة لشخص آخر سواء في صورة أو فيديو أو في الواقع.
  • قل له إنّ عليه إغلاق الصور أو الفيديوهات التي تحتوي على مشاهد غير ملائمة إن ظهرت له خلال تصفحه للإنترنت، وإخبارك عن ذلك.
  • في هذا السن يمكنك أن تبيّن له بوضوح أنّ لمس أعضائه التناسلية أمر غير مناسب، وأنّ هذا الأمر سيؤذيه ويعرضه لأمراض قد تضر بصحته المستقبلية، لكن عليك مراعاة عدم تخويفه أيضاً.
  • اطلب منه أن يخبرك عندما يشعر بالفضول تجاه أمر ما، أو عندما يشعر أنّه في مشكلة.
  • أخبره أن الأطفال يأتون نتيجة الزواج بين الأم والأب دون للعملية الجنسية.
  • لا تتهرب من أسئلة طفلك مهما كانت محرجة.
  • صحّح له أفكاره أو معلوماته الخاطئة حول الأمور الجنسية.

التربية الجنسية للطفل قبيل البلوغ

إذا قارب طفلك على البلوغ عليك اتباع الأساليب الآتية معه:      
 
  • أخبر الطفل عن مرحلة البلوغ وعن التغيرات الجسمية المصاحبة لها.
  • أخبر طفلك الذكر عن أسباب الجنابة بأسلوب مؤدب.
  • علّم طفلتك الأنثى أنّها شارفت على البلوغ وأنّ هناك عوارض ستلاحظها خلال الفترة القادمة متعلّقة بالحيض.
  • اشرح لطفلتك عن الحيض؛ بما يتضمّن مدته وعلاماته وما يترتب عليه، وعن الطرق الصحيحة للتعامل معه.
  • أجب طفلك بإجمال عن أسئلته المتعلّقة بالعلاقة بين الذكر والأنثى القائمة على الزواج، وأخبره أنّ هذه العلاقة تثمر بالحصول على الأطفال مع شرح بسيط للعملية الجنسية.
  • علّم أطفالك أهمية التستر وغضّ البصر عند رؤية أي مشهد غير ملائم، والاستئذان قبل دخول أي مكان حتى داخل المنزل، وفي غرف النوم خصوصًا.
  • اشرح لطفلك عن أهمية تهذيب الغريزة وتقويم السلوك الجنسي.
  • بيّن له أنّ عليه الابتعاد عن الأحاديث المتعلّقة بالجنس، وإغلاق أي فيديو مخل بالآداب عند تصفّحه للإنترنت.
  • علّم طفلك أنّ من الواجب عليه إخبارك كلّما شعر بحدوث مشكلة أو واجه خطر معيّن أو تعرّض لأسلوب غير مهذّب من أحد الأشخاص.
  • اطلع على الكتب الإرشادية والتوعوية المتعلّقة بالتثقيف الجنسي للأطفال.

السلوك الجنسي الطبيعي عند الأطفال

يبدأ الطفل في سن الرابعة أو الخامسة تقريبا باستكشاف أعضاء جسمه ومن بينها الأعضاء التناسلية، لهذا ستجده يلمسها أحيانًا، كما سيبدأ بتوجيه الأسئلة عن الموضوعات المتعلّقة بالجنس؛ كالاختلافات بين جسم الذكر والأنثى، أو الطريقة التي يأتي بها الأطفال ويخرجون إلى الحياة، كما قد يبدي اهتمامًا بأعضاء الآخرين، وهذه التصرّفات في مجملها طبيعية، ولا تدعو للقلق أبدًا، لكن ينبغي للأهل أن يقدّموا للأطفال المعلومات الصحيحة المناسبة لهم في هذا العمر، وأن يراقبوهم بشكل جيّد.      

تعديل السلوك الجنسي للطفل

قد يلاحظ الأهل أمورًا غير طبيعية في سلوكيات طفلهم، كالإكثار من حك الأعضاء التناسلية واللعب بها، أو ممارسة تصرفات خاطئة مع أطفال آخرين كالتقرب منهم بشكل واضح والاهتمام في أجسادهم وأعضائهم الحساسة.      
وفي الواقع، قد لا يعي الطفل خطورة ما يفعله، كما أنّ المناطق الحساسة تحتوي بطبيعتها على ألياف؛ الأمر الذي يجعل أيّ إنسان يشعر باللذة عند لمسها، وهذا الشعور مختلف عن الرغبة الجنسية عند الكبار. وغالبًا ما يكون الطفل اكتشف ذلك عن طريق الصدفة، فكرر الأمر دون أن يدرك الجانب الجنسي لهذا التصرف، لذا احرص على ألا تنفعل وتعطي الأمر أكبر من حجمه.      
لكن إن رأيت أيّ من التصرفات الجنسية الخاطئة عند طفلك، عليك التعامل معها بالطريقة الآتية:        
 
  • التأكد من أنّ الطفل لم يتعرّض لأي نوع من الاعتداء أو التحرش الجنسي، لأنّ ذلك سيوجب طريقة خاصة بالتعامل.
  • راقب طفلك جيدًا، فإن رأيته يقدم على لمس أعضائه التناسلية بشكل مكثف، حاول أن تشغله في أمر آخر، كأن تطلب منه مساعدتك، أو تتحدّث معه في موضوعات مختلفة.
  • أشعر طفلك باهتمام عندما يمارس أنشطة وألعاباً أخرى ليبتعد عن السلوكيات الخاطئة من غير أن تنبهه على الأمر بشكل واضح إذا لم يكن في السن المناسب لذلك.
  • إذا كان طفلك ضمن السن المناسب، وفي حال لم ينجح الأسلوب غير المباشر، تحدث معه بشكل مباشر عن عواقب لمس أعضائه الجنسية. 
  • ابدأ بإبعاد الطفل عن التقرب للأطفال بطريقة غير مباشرة كصرف الانتباه، فإن لم يجدِ ذلك نفعا استخدم الأسلوب المباشر وأخبره بأنّ ما يفعله أمر خاطئ.
  • يُنصح مراجعة مختص تربوي أو مستشار نفسي للأطفال في حال تأكدت من وجود تصرفات جنسية خاطئة لدى طفلك وعدم قدرتك على تقويمها.
على الرغم من أنّ الفضول الجنسي عند الأطفال غير مقلق في معظم الأحيان، إلا أنّ من واجب الأهل الحرص على التثقيف الجنسي للأطفال من سن صغيرة، وذلك من خلال تعليمهم أو إجابتهم عن أسئلتهم بأسلوب مبسّط ومجمل ومناسب لأعمارهم.