استكشف الدوافع الخفية وراء تصرفات الأطفال لتتعامل معها بحكمة

11 سبتمبر 2024 | وقت القراءة : خمسة دقائق

بالرغم من المحاولات الجاهدة التي يقوم بها الأهل لتحسين تصرّفات أطفالهم إلا أنّ الأطفال يكررون التصرفات الخاطئة باستمرار، وهذا في الحقيقة أمر طبيعي مبني على انفعالات وأسباب فيزيائية ونفسية يُمكن تفسيرها عادةً، وواجب الأهل تجاه هذا الأمر هو تقويم تصرفات الأطفال وتحسينها بطريقة واعية بعيدة عن العنف أو اللامبالاة، بالنظر إلى ظروف الطفل وطبيعة حالته النفسية أو الفيزيائية.

الدوافع النفسية وراء تصرفات الأطفال الخاطئة

تُسبب السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها الأطفال إحباطًا لدى الأهل عادةً، لكن الأمر الذي لا يُدركونه هو أنّ معرفة الأسباب الكامنة وراء هذه السلوكيات هي نصف الحل، والنصف الآخر هو التعامل معها بوعي وإيجابية. إليكم بعض الأسباب التي تدفع الأطفال للتصرّف بشكل خاطئ أحيانًا:

الرغبة في الحصول على الاهتمام

يتلقى الأطفال في مراحلهم العمرية الأولى الكثير من الاهتمام، ثمّ ينمون ويبدؤون بالسعي للحصول على الاستقلال، لكنّهم يبقون بحاجة للشعور بالاهتمام من الأهل، لهذا تراهم يفعلون أيّ شيء للحصول على الاهتمام والأمان سواء كان ذلك بطريقة إيجابية أو سلبية. سترى طفلك يتذمر، أو يبكي، أو يتوسل، أو يتحدث بصوت عال، أو يتصرف وكأنه غير قادر على القيام بشيء يمكنه القيام به بدونك، أو يتشاجر مع أشقائه، أو يتعمّد كسر الأشياء، وكلّ ذلك فقط ليجذب انتباهك.

الرغبة في السيطرة والتحكم

كم مرة تشاجرت مع طفلك بسبب قرار اتخذته ولم يوافق عليه؟ يبدأ الطفل باستخدام كلمة “لا” عند بلوغه العامين من العمر ليظهر سيطرته، وقد يصاب بنوبات من الغضب ويسقط على الأرض ويصرخ إذا لم تحقق رغبته وتلبي طلبه حتى لو كان خارج المنزل. ومع تقدمه في السن، سيحاول استخدام المعارضة الصامتة أو الجدال لدرجةٍ تشعرك برغبة كبيرة بالهروب منه وتجنّب جداله وإزعاجه. خذ نفسًا عميقًا واهدأ فهذا أمر طبيعي، بل إنّه ضروري لتشكيل شخصية الأطفال المستقلة.

الخوف من الفشل

عندما يواجه الأطفال تحديات لا يستطيعون التغلب عليها يَخشَون إظهار ذلك أمام الآخرين، وهذا قد ينعكس على أداء الطفل في المدرسة، فقد يشعر بعدم الارتياح لإخبار المعلّم بأنّه لم يفهم الدرس، أو يخجل من الإجابة في الفصل خشية الخطأ، كما قد يتجنب مواجهة مرضه أو أي موقف يُشعره بالضعف. وهنا تقع على عاتق الأهل مهمّة تعليم الأطفال وإخبارهم بأنه لا يوجد شخص مثالي وأننا جميعًا لدينا عيوب، وأنّ عليهم تقبّل هذه الحقيقة والتعامل مع التحديات بشكل إيجابي.

الانتقام 

عندما لا يستطيع الطفل التصرف بالطريقة الصحيحة يشعر بالإحباط، الأمر الذي قد يدفعه لانتهاج سلوكيات عنيفة تجاه الآخرين، ويحدث ذلك أيضًا عندما يشعر الطفل بأنّه مظلوم أو يُعامل بتجاهل أو إساءة من قبل أشخاص آخرين، فالأطفال ليس لديهم تنظيم عاطفي مثالي، كما أنّهم يفتقرون إلى أساسيات التحكم في الغضب والاندفاع، فيتصرفون استجابة لما حدث دون تفكير في العواقب. وقد يُظهر الطفل انتقامه بالبكاء، أو الصراخ، أو الاعتداء، أو الشتم، أو الانسحاب، أو التنمر، أو التهديد بهدف الرد على الأشخاص الذين تسببوا له بالإحباط أو الظلم.

التعبير عن احتياجاته الأساسية

إذا كان الطفل جائعًا أو حزينًا أو مريضًا سيتأثر أداؤه بالتأكيد، فالأطفال يحتاجون إلى الراحة والصحة والتغذية السليمة لتحقيق أقصى كفاءة في أدائهم. على سبيل المثال، إذا تعرض الطفل للإهمال فقد يشعر بانعدام الأمان، وذلك قد ينعكس على سلوكه، وإذا كان مريضًا فلن يكون قادرًا على الأداء كما لو كان بصحة جيدة، وهكذا. 

كيفية التعامل مع سلوكيات الأطفال الخاطئة

إليك مجموعة من النصائح المهمّة لتتعامل مع أطفالك بطريقة صحيحة وتقوّم سلوكياتهم:

  • تأكد من توفير الغذاء والراحة الكاملة لطفلك.
  • اصطحب طفلك إلى الطبيب لإجراء الفحوصات والعلاج كلّما لزم الأمر.
  • قم بتشجيع طفلك بشكل متكرر وأخبره أنّه قادر على إنجاز ما يريده لتعزيز ثقته بنفسه.
  • ساعده في بناء شخصيته وقدّم له أمثلة على أشخاص ناجحين.
  • تحدى مشاعر الإحباط وأظهر للطفل كيفية التغلب على التحديات بالصبر والاجتهاد.
  • كن قدوة إيجابية لطفلك، واسمح له بالتطوّر والاستقلال بعيدًا عن النظرة السلبية.
  • لا تسمح لطفلك بالحصول على كل شيء يريده. 
  • ناقش طفلك في الأمور التي تهمّه واستمع جيدًا لما يقوله. 
  • علّم طفلك المُساعدة في الأعمال المنزلية لتشعره بالاستقلالية والتحكّم.
  • علّم طفلك كيف يمكنه أن يواجه التحديات ويجد حلولًا لها. 
  • اسمح لطفلك أن يتخذ بعض القرارات الخاصة في حياته الشخصية. 
  • علّم طفلك أن الاختلاف في وجهات النظر لا يعني الخلاف، وأنّ عليه أن يُحافظ على ضبط نفسه.
  • دع الطفل يرى عواقب أفعاله الخاطئة ويُعالجها بنفسه. 
  • حدد السلوك المقبول وغير المقبول بصراحة.
  • شجّع طفلك على البحث وطرح الأسئلة إذا أراد أن يفهم شيئًا جديدًا.