صحة الأهل النفسية من أكثر العوامل خطورة وتأثيراً في تربية الأطفال

1 مايو 2024 | وقت القراءة : خمسة دقائق

يُردد الكثير من الآباء والأمهات الفكرة التي تدور في رؤوسهم دائماً، وهي رغبتهم في تنشئة طفل ناجح ومبدع، يتبع العادات السلوكية الايجابية، وقادر على التواصل مع الآخرين دون خوف، وغيرها من السلوكيات والمهارات المرجوة في قائمة الأمنيات التي قد تبدو مثالية!  في حقيقة الأمر، الطفل هو نتاج ما يقوله ويفعله الوالدان في حياتهم اليومية. هذا الطفل الصغير يتعلق في بداية حياته بأبيه وأمه باعتبارهما ملاذه الأول والأخير في هذا العالم الكبير من حوله، ليبدأ بالتقاط منهما معظم قيمه وعاداته وسلوكياته اليومية التي تشكل بدورها شخصيته المستقبلية. لذا عليك أن تعلم أن صحة ابنك أو ابنتك النفسية تعتمد في المقام الأول على صحتك النفسية، وعلى كيفية تحكمك وإدارتك لأي موقف تتعرض له في يومك العادي، فلا تنتظر منه أن يسيطر على غضبه على سبيل المثال، وأنت لا تفعل ذلك. تذكر دائما: طفلك يراك ويسمعك ويفعل مثلما تفعل.

أهمية صحتك النفسية على طفلك

ذلك الطفل ذو الشخصية الرائعة التي يُعجب بها كل من يقابله، يحتاج منك إلى بعض مجهود وليس الكثير منه. بكل بساطة، الأمر يبدأ من خلق حياة نفسية سعيدة وسط بيئة أسرية داعمة ومستقرة، وهذا يعني تنشة أطفال مُحبين ومستقرين وناجحين ومبدعين، ويمتلكون ذكاء عاطفياً لإدارة مشاعرهم، وقادرين على التواصل مع الآخرين وخوض الأحاديث بثقة، وقادرين على مواجهة كل ما يقابلهم من تحديات في محيط الأصدقاء، أو المدرسة، أو أي محيط آخر يوجدون فيه. لكن هل يمكن خلق حياة نفسية سعيدة وبيئة أسرية مستقرة إن لم يملك الأب والأم الصحة النفسية اللازمة لذلك؟ قطعاً لا يمكن. فالأهل يتحكمون بإيقاع الحياة داخل المنزل وباستقرار البيئة العائلية بتصرفاتهم وأفعالهم وأقوالهم، كما أن أكثر شيء يعتمد عليه الأطفال في تعليمهم هو المراقبة وتكرار ما يفعله وما يقوله الأهل، لذلك فإن تعزيز صحتك النفسية يساعد في تنشئة الطفل بالشخصية والسلوكيات والمهارات المرجوة. بالإضافة إلى تعزيز الصداقات والعلاقات، فإن أهمية القراءة للأطفال كتجربة مشتركة تتمثّل أيضاً بالتنمية الاجتماعية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تساعد القراءة الأطفال على تطوير مهارات الاستماع والفهم، والتي تعتبر ضرورية للتواصل الفعال، مما يوفّر فرصًا للأطفال لممارسة تبادل الأدوار، وهي مهارة اجتماعية مهمة أخرى. لذا لا تتوقف عن تعزيز صحتك النفسية بالتوازي مع صحة طفلك النفسية، وحاول بناء علاقة قوية معه معتمدة على الثقة بينكما، والقدرة على التفاهم والتواصل معًا دون مشاكل بالأخص في مرحلة الطفولة المبكرة. ولمعرفة بعض الخطوات الأساسية لتعزيز صحتك النفسية، دعنا نسردها لك في نصائح مأخوذة من دليل توتة المفصّل في هذا الشأن وهو بعنوان “التعافي أولاً”، والذي تقدمه توتة ضمن منصتها “توتة بلس”.

كيف تعزز صحتك النفسية لتربية أطفالك بشكل أفضل؟

 
  • أولا عليك القراءة أكثر في بعض المراجع النظرية التي تساعدك في فهم أساسيات صحتك النفسية كشخص أولاً.
  • الاطلاع على نظرية الطفل الداخلي الموجود داخل كل فرد منا، ونظرية جروح الطفل الداخلي التي تنعكس بشكل مباشر على التربية.
  • أداء بعض التمرينات النفسية القائمة على فكرة الكتابة والتدوين، لخلق مساحة خاصة لكل أب وأم للتنفيس.
  • عدم كبت المشاعر ودفنها والتعبير عنها قدر الإمكان وبشكل صحيح.
  • تعزيز حب الذات وعدم القسوة عليها من خلال الامتناع عن إطلاق الأحكام على نفسك.
  • الحصول على الدعم النفسي في حال شعرت أنك بحاجة إلى ذلك، سواءً من مختص أو من صديق أو قريب.

كيف تعزز صحة طفلك النفسية لتربيته بشكل إيجابي؟

والآن، وبعد عملك على تعزيز صحتك النفسية، عليك معرفة أهم الأساليب التربوية الحديثة التي من شأنها تعزيز صحة طفلك النفسية وسلوكه الإيجابي لبناء شخصية قوية فيه تتمتع بذكاء عاطفي واجتماعي. اجعل الاهتمام المبدأ الأساسي في تربيتك لطفلك وليست الرعاية، فهو لا يحتاج منك إلى ملابس فاخرة، أو غرفة مليئة بالألعاب، وحتى توفير الطعام والشراب ومساعدته في النظافة والنوم تقع ضمن نطاق الرعاية وليست من ضمن المهام التربوية، فالتربية تبدأ من أن يستمد الطفل من أبيه وأمه دومًا الدعم والحنان والحُب. وإذا كنت ترغب في تغيير أسلوب تنشئة طفلك حقًا وتحويلها من رعاية إلى تربية؛ اعتمد النصائح التربوية أدناه، لمساعدتك على تعزيز صحة طفلك النفسية وخلق بيئة داعمة ومستقرة له:  
  • أهمية احترام الطفل واحترام مشاعره وتفكيره مهما كان عمره.
  • التواصل مع الطفل بطريقة صادقة، للمساعدة على بناء علاقة أسرية سوية قائمة على التفاهم.
  • لا مانع من مكافأة طفلك من حين لآخر عند فعل سلوك إيجابي، والأفضل أن تكون الجوائز معنوية.
  • عليك اللجوء إلى شرح العواقب السيئة للسلوك غير المقبول وإقناع الطفل بمساوئها عليه، وتجنب التوبيخ، أو الضرب، أو الصراخ بالأخص أمام الآخرين.
  • اكتشف قائمة الأمنيات لدى طفلك! لكل طفل شغف ما أو هواية، حاول اكتشافها وساعده على تعلمها وممارستها.
  • امنح مساحة من الخصوصية لطفلك ليشعر بشيء من الحرية، وبالتالي يشعر بتحمل المسؤولية.
  • لديك طفل رائع، ولا يحتاج منك سوى بعض التشجيع والاهتمام، لذا لا تقارنه بالآخرين، كما لا تبالغ في تشجيعه ومدحه
لتنشئة طفل مستقر نفسيًا، عليك الاهتمام به والتركيز على التربية بدلاً من الرعاية، وتوفير البيئة المستقرة التي تساعده على تخطي التحديات التي تواجهه. على الآباء والأمهات غرس عادات أسرية إيجابية تساعدهم على التواصل والتفاهم. وتأكد أنك بمرور الوقت، ستلاحظ ثمار هذا المجهود الإيجابي على طفلك، وستجد ما كنت تتمناه: ألا وهي نظرات الإعجاب التي تلاحقه من الجميع!