يُردد الكثير من الآباء والأمهات الفكرة التي تدور في رؤوسهم دائماً، وهي رغبتهم في تنشئة طفل ناجح ومبدع، يتبع العادات السلوكية الايجابية، وقادر على التواصل مع الآخرين دون خوف، وغيرها من السلوكيات والمهارات المرجوة في قائمة الأمنيات التي قد تبدو مثالية!
في حقيقة الأمر، الطفل هو نتاج ما يقوله ويفعله الوالدان في حياتهم اليومية. هذا الطفل الصغير يتعلق في بداية حياته بأبيه وأمه باعتبارهما ملاذه الأول والأخير في هذا العالم الكبير من حوله، ليبدأ بالتقاط منهما معظم قيمه وعاداته وسلوكياته اليومية التي تشكل بدورها شخصيته المستقبلية. لذا عليك أن تعلم أن صحة ابنك أو ابنتك النفسية تعتمد في المقام الأول على صحتك النفسية، وعلى كيفية تحكمك وإدارتك لأي موقف تتعرض له في يومك العادي، فلا تنتظر منه أن يسيطر على غضبه على سبيل المثال، وأنت لا تفعل ذلك. تذكر دائما: طفلك يراك ويسمعك ويفعل مثلما تفعل.
ذلك الطفل ذو الشخصية الرائعة التي يُعجب بها كل من يقابله، يحتاج منك إلى بعض مجهود وليس الكثير منه. بكل بساطة، الأمر يبدأ من خلق حياة نفسية سعيدة وسط بيئة أسرية داعمة ومستقرة، وهذا يعني تنشة أطفال مُحبين ومستقرين وناجحين ومبدعين، ويمتلكون ذكاء عاطفياً لإدارة مشاعرهم، وقادرين على التواصل مع الآخرين وخوض الأحاديث بثقة، وقادرين على مواجهة كل ما يقابلهم من تحديات في محيط الأصدقاء، أو المدرسة، أو أي محيط آخر يوجدون فيه.
لكن هل يمكن خلق حياة نفسية سعيدة وبيئة أسرية مستقرة إن لم يملك الأب والأم الصحة النفسية اللازمة لذلك؟ قطعاً لا يمكن. فالأهل يتحكمون بإيقاع الحياة داخل المنزل وباستقرار البيئة العائلية بتصرفاتهم وأفعالهم وأقوالهم، كما أن أكثر شيء يعتمد عليه الأطفال في تعليمهم هو المراقبة وتكرار ما يفعله وما يقوله الأهل، لذلك فإن تعزيز صحتك النفسية يساعد في تنشئة الطفل بالشخصية والسلوكيات والمهارات المرجوة.
بالإضافة إلى تعزيز الصداقات والعلاقات، فإن أهمية القراءة للأطفال كتجربة مشتركة تتمثّل أيضاً بالتنمية الاجتماعية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تساعد القراءة الأطفال على تطوير مهارات الاستماع والفهم، والتي تعتبر ضرورية للتواصل الفعال، مما يوفّر فرصًا للأطفال لممارسة تبادل الأدوار، وهي مهارة اجتماعية مهمة أخرى.
لذا لا تتوقف عن تعزيز صحتك النفسية بالتوازي مع صحة طفلك النفسية، وحاول بناء علاقة قوية معه معتمدة على الثقة بينكما، والقدرة على التفاهم والتواصل معًا دون مشاكل بالأخص في مرحلة الطفولة المبكرة. ولمعرفة بعض الخطوات الأساسية لتعزيز صحتك النفسية، دعنا نسردها لك في نصائح مأخوذة من دليل توتة المفصّل في هذا الشأن وهو بعنوان “التعافي أولاً”، والذي تقدمه توتة ضمن منصتها “توتة بلس”.
لتنشئة طفل مستقر نفسيًا، عليك الاهتمام به والتركيز على التربية بدلاً من الرعاية، وتوفير البيئة المستقرة التي تساعده على تخطي التحديات التي تواجهه. على الآباء والأمهات غرس عادات أسرية إيجابية تساعدهم على التواصل والتفاهم. وتأكد أنك بمرور الوقت، ستلاحظ ثمار هذا المجهود الإيجابي على طفلك، وستجد ما كنت تتمناه: ألا وهي نظرات الإعجاب التي تلاحقه من الجميع!