أنواع الأمهات: دليل شامل للتعرف على شخصيتك كأم وتأثيرها على أطفالك

24 أكتوبر 2024 | وقت القراءة : خمسة دقائق

كيف تصفين نفسك كأُم؟ هل أنت أم عصبية أم هادئة؟ هل يؤثر مزاجك عادةً على علاقتك بأبنائك أم تحاولين البقاء في وضعية الصديقة المتفهمة؟ في هذا المقال سنأخذك في جولة بين أنواع الأمهات في علم النفس التربوي، ونتطرق إلى مواصفات كل نوع مع ذكر مجموعة من النصائح التي قد تفيدكِ في التعامل مع أطفالك.

أنواع الأمهات في التربية

لا تظهر الأم طباعًا متشابهة طوال الوقت، فغالبًا ما يتغير أسلوبها وفقًا للموقف الذي تمر به مع أطفالها، لكن قد تطغى عليها إحدى الصفات فتكون سمتها الظاهرة. إليك بعض السمات الأساسية التي تشكل شخصيتك كأم: 

الأم العصبية

تمر الأم أحيانًا بمواقف تفقدها السيطرة على نفسها، فتصاب بتوتر شديد وتشعر بنفاد الصبر وانعدام القدرة على التحمل، بعدها تندم على ما حدث وتحس بالذنب، لكنها للأسف تعيد الموقف مرارًا، الأمر الذي قد يشعرها باليأس لأنها ترى نفسها أم سيئة. ومن أسباب عصبية الأم على الأطفال عادةً ما يأتي: 

  • الشعور بعدم التقدير من أفراد الأسرة. 
  • الإحساس بأن أطفالها يتحدونها ويعصونها دون القدرة على معالجة الموقف. 
  • عدم الحصول على الدعم من الشريك.

وعلى الرغم من أنّ هذه الصفة قد تبدو شائعة بين الأمهات، إلا أن تأثير عصبية الأم على الطفل غالبًا ما يكون سلبيًا للغاية، فالطفل الذي يُعامل دومًا بالصراخ يفقد ثقته بنفسه ويتدنى احترامه لذاته، وهذا يجعله غير قادر على التعبير عن مشاعره في معظم الأحيان. فضلًا عن ذلك، قد تتسبب عصبية الأم في تنمية الخوف في نفس الطفل، حيث يشعر بأنه غير جيد في فعل أي شيء، وأنه السبب في سلوك أمه العصبي، وهذا يؤثر على نموه العاطفي.

نصائح لتهدئة الأم العصبية:

  • فكري في الأمور التي تثيرك، وحاولي التعامل معها بحكمة.
  • خذي نفسًا عميقًا، وتجنبي قول أو فعل أي شيء. 
  • تواصلي مع طفلك واستمعي له عندما تكونين هادئة، وحاولي أن تفكري من منظوره الخاص.
  • ضعي الحدود والقواعد لأطفالك.
  • اعملي على تقوية الرابطة بينك وبين أطفالك. 
  • ناقشي شريكك في طريقة التربية السليمة حتى تسيرا على نفس الخط. 
  • اعتني بنفسك جسديًا وعاطفيًا.
  • مارسي التمارين الرياضية بانتظام.
  • تحدثي إلى شخص يمكنك الوثوق به.
  • اطلبي المساعدة من مستشار تربوي إذا باءت محاولاتك بالفشل.
  • استمعي إلى الدروس التربوية العلمية المتخصصة.

الأم المسيطرة

على الرغم من أن الأم المسيطرة تسعى لفرض الحدود والقواعد غير القابلة للنقاش تمامًا مثل الأم الحازمة، إلا أنّ هناك فرقًا جوهريًا بينهما، وهو أن الأم الحازمة توجه أطفالها لتطبيق الحدود وفقًا لما تراه أنسب لمصالحهم، في حين أن الأم المسيطرة تتحكم في جميع جوانب حياة الطفل دون مبرر، ومن صفات الأم المسيطرة ما يأتي:

  • اتخاذ القرارات بالنيابة عن أطفالها. 
  • غياب الحوار. 
  • كثرة لوم الطفل وانتقاده بشكل مستمر.
  • عدم تقبل الأخطاء. 
  • التحكم في هوايات الطفل واهتماماته.

يمكن للصفات السابقة أن تسهم في إنشاء طفل ضعيف الشخصية يعاني من المشكلات في تكوين علاقات صحية مع الآخرين، كما أنه يسعى بشكل دائم إلى التمرد والانسحاب، الأمر الذي يسبب صراعات دائمة مع الأم. وبالتالي، ينبغي للأم المسيطرة أن تسعى جاهدة للتخفيف من سلطتها على أطفالها، وتعزيز التواصل المفتوح معهم، ودعمهم وتقديم الحب غير المشروط لهم.

الأم الصديقة

تسعى الأم الصديقة لأن تكون جزءًا من حياة أطفالها، بحيث تتفهمهم وتستمع إليهم وتتعاطف معهم وتُساعدهم وتتفاعل معهم من خلال الانخراط في الأنشطة اليومية، بالإضافة إلى تقديم الدعم والتشجيع الكافيين والتحلي بالمرونة العالية التي تجعلها تتقبل أخطاء طفلها. 

وعلى الرغم من أنّ هذه الصفات تقوي شخصية الطفل وتدعم الرابطة بينه وبين أمه وتساعد على خلق بيئة مناسبة للتواصل المفتوح، إلا أنّها قد تولد تحديات مثل تضارب الأدوار الذي يفقد الأم سلطتها على أطفالها بشكل يجعلها غير قادرة على ضبط سلوكهم من خلال إرساء القواعد والحدود المناسبة.

الأم القلقة

تظهر الدراسات أن نسبة القلق الزائد عند الأمهات آخذة في الارتفاع، وقد يعود ذلك إلى الأحداث التي مرّ بها العالم في الآونة الأخيرة كوباء كورونا، بالإضافة إلى الاطلاع الزائد على الأحداث اليومية الواقعية وغير الواقعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد أصبح الخوف الزائد على الأبناء يحمل الأمهات على التفكير غير المبرر في العواقب الكارثية التي قد تقع عليهم، الأمر الذي جعل نسبة كبيرة من الأطفال يشعرون بانعدام الأمان، فيميلون للعزلة والانغلاق.

كيفية التغلب على القلق الزائد للأم:

  • تقبلي الواقع الذي تعيشين فيه ولا تنظري كثيرًا للمستقبل المجهول. 
  • حاولي معالجة المشكلات التي تشعرك بالقلق بدلًا من الخوف منها. 
  • تعاوني مع أمهات أخريات في تحدي القلق من خلال حل المشكلات التي يواجهها الأطفال.
  • تأكدي من أن سبب هذا القلق لا يعود لمشكلة نفسية أو جسدية تعانين منها، وأجري الفحوصات وتلقي العلاج اللازم إن لزم الأمر.

الأم الحازمة

تحاول الأم الحازمة أن تفرض سلطتها على الطفل بشكل نهائي لا يمكن معه النقاش، فهي تضع القواعد والحدود وتريد أن يطبقها الطفل كما هي، وإن لم يفعل سيعرض نفسه للعقوبة، والحقيقة أن هذا السلوك قد ينشئ أطفالًا عنيدين يحاولون خرق القواعد بأي طريقة، كما قد يؤدي إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه وعدم احترامه للأم.

ليس عليك أن تتخلي عن القواعد والحدود، لكن عليك أن تتعاملي مع طفلك وفقًا لما تتطلبه مقتضيات العدالة؛ حيث ينبغي لك التأكد من أنّ قواعدك غير صارمة للغاية، وشرح السبب الذي دفعك لإقرار مثل هذه القواعد لطفلك، بالإضافة إلى إظهار التعاطف والتفهم لمشاعره.

الأم الحريصة

تبذل الأم الحريصة جهدًا كبيرًا في رعاية أطفالها والعناية بهم، فهي تهتم بتحقيق سلامتهم ورفاهيتهم وحمايتهم من المخاطر التي قد تحيط بهم، كما أنّها تبني طموحات عالية وتتوقع من أطفالها تحقيقها، وتساعدهم على ذلك بشتى الطرق. وعلى الرغم من أنها تفعل ذلك بدافع الحب، إلا أنّ هذا الحرص المفرط والتدخل المستمر قد يؤثر على استقلالية الطفل ويضعف ثقته بنفسه.

وبناءً على ذلك نقدم للأم الحريصة مجموعة من النصائح: 

  • امنحي أطفالك مساحة كافية ليستقلوا في خياراتهم وقراراتهم.
  • قللي من التدخل في كل صغيرة وكبيرة من حياة الطفل.
  • تفهمي مشاعر طفلك ورغباته. 
  • دربي نفسك على إدارة مشاعر القلق. 
  • شجعي أطفالك على اتخاذ المخاطرة المحسوبة.
  • ادعمي ثقة طفلك بنفسه.
  • وجهي طفلك بدلًا من التحكم فيه.

الأم المزاجية

تتأرجح الأم المزاجية بين حالات مختلفة تجعل من الصعب على طفلها فهم تصرفها أو التنبؤ به، حيث تنشأ هذه الاضطرابات المزاجية عادةً بسبب الضغوط التي قد تتعرض لها الأم في العمل أو الحياة، كما قد تشمل أسباب تقلب المزاج التغيرات الهرمونية التي تمر بها المرأة، بالإضافة إلى الشعور بالإجهاد ونقص النوم والأمراض النفسية أو الجسدية، فإذا حاولت الأم معرفة السبب وعالجته بطريقة صحية ستتمكن من تقليل التأثير السلبي على الأطفال.

ما هي صفات الأم المثالية؟

حتى تكوني أمًا مثالية لا تحتاجين بالضرورة لأن تكوني خالية من العيوب، فالمهم هو تحقيق توازن في أسلوب تربيتك لأطفالك يجمع بين الحزم والتفهم. إليك بعض الصفات والمهارات التي تميز الأم المثالية:

  • الانضباط الذاتي: فهي قادرة على التحكم في غضبها وتوجيهه بطريقة بناءة، مما يخلق بيئة هادئة ومستقرة للأطفال.
  • مهارات حل المشكلات: تركز على إيجاد حلول مناسبة للمشاكل التي يواجهها أطفالها، مما يعزز قدرتهم على التعامل مع التحديات في حياتهم اليومية.
  • وضع القواعد للأطفال: تبني القواعد على مبادئ احترام الذات والآخرين، وتراعي قدرات الطفل واحتياجاته.
  • التواصل الإيجابي مع الأطفال: تستمع لأطفالها وتمنحهم الفرصة للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم دون خوف من الحكم أو النقد.
  • دمج الحزم والتفهم في التربية: قادرة على فرض النظام والانضباط عندما يكون ذلك ضروريًا، لكنها تفعل ذلك مع تفهم احتياجات ومشاعر الأطفال.
  • توفير الأمان العاطفي للأطفال: تعمل على تعزيز الأمان العاطفي لديهم من خلال الاحتضان والتقبيل، والاعتراف بمشاعرهم، وتقديم الدعم العاطفي في جميع الأوقات.
  • الأم المثالية قدوة حسنة لأبنائها: فهي تدرك أن أطفالها يتعلمون منها من خلال الملاحظة والتقليد، لذا تسعى لتكون نموذجًا إيجابيًا لهم في جميع جوانب الحياة. 

لا يمكن للأم أن تكون نوعًا واحدًا من أنواع الأمهات المذكورة، وليس عليها ذلك، لأنّ الأم المثالية هي التي توازن بين الصفات جميعها وفقًا للمواقف التي تمر بها خلال رحلة التربية الطويلة مع أطفالها.