أساليب وألعاب مدهشة تزيد ثقة الطفل بنفسه

3 يونيو 2024 | وقت القراءة : خمسة دقائق

يُعتبر الاهتمام بشخصيات الأطفال والسعي لتقويتها من الأهداف الرئيسية لمعظم الأهالي، ويبدأ ذلك من خلال بناء أساس متين عماده احترام الطفل لذاته. ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع أساليب وممارسة ألعاب تزيد ثقة الطفل بنفسه وتحافظ على صحته النفسية والعاطفية لتجنب تعرضه للاكتئاب أو القلق والتوتر، فالثقة بالنفس شعور إيجابي يساعد الطفل على مواجهة التحديات وظروف الحياة المختلفة.

أساليب بناء ثقة الطفل بنفسه

ينبغي للأهل أن ينوّعوا في الأساليب السلسة والممتعة المتّبعة في بناء ثقة الطفل بنفسه وتقويتها، وإليك مجموعة منها:

  • ركّز على الجهد المبذول بدلًا من النتائج:
    امدح أطفالك على الجهود التي بذلوها في التحضير للامتحانات أو المسابقات أو ممارسة إحدى الهوايات بدلًا من التركيز على تقييم النتيجة التي حصلوا عليها. على سبيل المثال، يمكنك القول: “أنت تتحسن في اختباراتك”، أو “أنت تبذل جهدًا كبيرًا”، بدلًا من القول: “أحسنت لقد حصلت على علامة ممتازة”، لأنّ التركيز على الجهد يزيد من احتمالية نجاحهم في المستقبل ويخفف من حدة توترهم وقلقهم من النتائج السلبية.
  • كن صادقا مع أطفالك:
    الثناء على أمر لا يستحق يفقد معناه، وقد يبدو نفاقًا، كما أنه يضعف صوته الداخلي ويجعله أكثر اعتمادا على آراء الآخرين لتقييم نفسه. على سبيل المثال: إن لم يحرز طفلك علامة جيّدة في الاختبارات لا تخبره أنّه حقق إنجازًا مبهرًا، وبدلاً من ذلك قل له: “على الرغم من أن هذا لم يكن أفضل اختبار لك، إلا أنني فخور بك لأنك حاولت”، وإن حقق إنجازا معقولاً فلا تبالغ بالمديح، بل اعطه حقه بموضوعية، فالتشجيع الزائد قد يكون له نتائج عكسية.
  • كن قدوة حسنة:
    عندما تبذل جهدًا في المهام اليومية من غير تذمر أو شكوى فأنت تصنع قدوة صالحة لأطفالك. اضبط نفسك وفكر جيداً فيما تقوله أمام أطفالك.
  • تجنب الانتقاد:
    تؤثر العبارات التي يسمعها الأطفال عن أنفسهم من الآخرين على شعورهم تجاه أنفسهم، فالعبارات السلبية لا تحفز الأطفال، بل قد تؤذي ثقتهم بأنفسهم، لهذا عليك أن تعالج الموقف بصبر وأن تركز على ما تريد منهم أن يفعلوه في المرة القادمة، لا على ما فشلوا فيه.
  • ركز على نقاط القوة:
    وذلك لمساعدتهم على الشعور بالرضا عن أنفسهم والتحسين من سلوكياتهم.
  • علّمهم الموازنة بين الجيد والسيء:
    عندما تسمع أطفالك يشتكون من أنفسهم أو من يومهم، اجعلهم يجدون شيئًا إيجابيًا للموازنة بين الأفعال والحوادث.
  • شجعهم على اختيار أصدقاء إيجابيين:
    أخبر أطفالك أن أفضل الأصدقاء هم الذين يعاملونهم جيدًا ويرفعون معنوياتهم، وساعدهم على اختيار الأصدقاء الذين يكونون عونًا لهم لا عبئًا عليهم، وأخبرهم أنّ عليهم أن يفعلوا الشيء نفسه مع أصدقائهم.
  • درب أطفالك على المساعدة والعطاء:
    تنمو ثقة الطفل بنفسه عندما يرى أن ما يفعله مهم للآخرين، لهذا عوّده على مساعدة أقرانه، وعلى التصدّق وفعل الخير.
 

ألعاب تزيد ثقة الطفل بنفسه

يمكن للألعاب والأنشطة أن تساهم بشكل فاعل في غرس مبادئ الثقة بالنفس عند الأطفال، لأنّ الطفل يتذكّر ما يمارسه عمليًا وينسى ما يتعلّمه نظريًا في أغلب الأحيان، وخاصة في طفولته المبكرة، فالحركة والتفاعل يساعدان على الفَهم وبناء الوعي الكامل. وفيما يأتي أنشطة وألعاب مبتكرة تزيد ثقة طفلك بنفسه:

رسائل الثقة بالنفس

تساعد هذه اللعبة الأطفال على فهم أنفسهم وتقبلها، وبالتالي تعزيز تقديرهم لذواتهم وتنمية قدرتهم على التأمل الذاتي. وفي هذه اللعبة عليك أن تطلب من طفلك أن يكتب مجموعة من الرسائل كما يأتي:

  • رسالة إلى نفسه الماضية: يكتب فيها طفلك الإنجازات التي حققها ويفتخر بها، والأخطاء التي تعلّم منها.
  • رسالة إلى نفسه المستقبلية: اطلب من طفلك أن يكتب رسالة عما يرغب القيام به وإنجازه بحلول نهاية العام، ثمّ أعِد الرسالة له في الوقت المحدد حتى يتمكن من التأمل في مدى تقدمه وإن لم يحرز المستوى المطلوب.
  • رسالة شكر لنفسه: دع طفلك يوجه رسالة شكر لنفسه على الصفات التي يسعد بامتلاكها والإنجازات التي يفخر بتحقيقها.
  • رسائل شكر للأشخاص المهمين: شجع طفلك على كتابة رسائل شكر للأشخاص المهمين في حياتهم مثل المعلّم أو زملاء الدراسة أو الأقارب؛ حيث إن ممارسة الامتنان تعزز التفكير الإيجابي والثقة بالنفس لدى الطفل.

ألعاب مكعبات البناء

تُساعد لعبة مكعبات البناء طفلك على تنمية مهاراته الحركية وإبداعه وقدرته على حلّ المشكلات، كما أنّها تُعزز شعوره بالإنجاز والثقة بالنفس لأنّه يتمكّن فيها من بناء مجسم كامل بنفسه.

ألعاب البازل (الأحجيات)

 تُساعد ألعاب البازل على تنمية مهارات طفلك في حلّ المشكلات وزيادة قدرته على التركيز والصبر، كما أنّها تُعزز ثقته بنفسه لأنّه يصبح قادراً على حل الأحجية بنفسه وإكمال اللعبة.

تلقى الإطراء

لا تتطلب هذه اللعبة أي تحضير مسبق، ويلزم لها وجود ثلاثة أشخاص على الأقل، لكن كلما زاد عدد اللاعبين زادت المتعة. وفي هذه اللعبة يقف اللاعبون في دائرة، ويكون لدى أحدهم الكرة، يرمي بها إلى شخص عشوائي، ويتوجّب عليه أن يقول شيئًا إيجابيًا أو إطراءً عن الشخص الذي أمسك الكرة.

الدائرة الخاصة

تتميّز هذه اللعبة عن الألعاب الأخرى بأنها تحتاج إلى ترتيب خاص ولو كان بسيطاً، كأن تخرج أنت وطفلك إلى الطبيعة في نزهة ليلية مع أفراد العائلة أو الأصدقاء، وتشعلون النار وتجلسون حولها. وفي هذه اللعبة يروي كل من يجلس حول الموقد قصة من حياته، أو يحكي شيئًا سمعه أو شاهده في مكان ما من غير قيود. سيتيح ذلك للطفل الذي يعاني من تدني الثقة بالنفس أن ينفتح على الآخرين ويتحدث بحرية أكبر. يمكن فعل ذلك في المنزل أيضاً حول وجبة خاصة مثلاً، أو أي ترتيب خاص يُشعر الطفل بأهمية إضافية تشجعه على الكلام.

دفتر يوميات الامتنان

تتضمن هذه اللعبة التركيز على جميع الأشياء الإيجابية في حياة الطفل وكتابتها في دفتر خاص يطلع عليه كلّما شعر بالإحباط، ومن خلال ذلك سيتعلم طفلك تقدير الأمور الصغيرة ويطور نظرة إيجابية تجاه الحياة تزيد من ثقته بنفسه.

أهمية تقوية ثقة الطفل بنفسه

تعدّ الثقة بالنفس أمرًا مهمًا في بناء مستقبل مشرق للأطفال وتشجيعهم على صعود سلّم النجاح بثقة كبيرة بالقدرات والإمكانيات التي يمتلكونها، وتكمن أهمية تقوية ثقة الطفل بنفسه بما يأتي:

  • تحسين الأداء الدراسي.
  • تحسين الصحة العقلية.
  • تعزيز العلاقات الاجتماعية.
  • تطوير الصحة النفسية.
  • مواجهة التحديات.
  • الشعور بالسعادة وتجنب التوتر.
  • تحقيق الأهداف.
  • تكوين علاقات صحية.
  • الشعور بالرضا الذاتي.

الأشخاص الذين يتمتعون بثقة عالية بأنفسهم عادةً ما يكونون أكثر قدرة على تحقيق أهدافهم والتعامل مع التحديات بثقة وإيجابية، لهذا لا بد من مساعدة الأطفال على الثقة بالنفس وتقدير الذات من خلال اتباع أساليب وممارسة ألعاب تزيد ثقة الطفل بنفسه بشكل جماعي وبأسلوب ممتع.