أسئلة طفلك لا تنتهي! كيف تغذي خيال الطفل الفضولي باللعب؟
24 أكتوبر 2024 | وقت القراءة : خمسة دقائق
طفلك يطرح أسئلة لا تنتهي؟ تشعر أحيانًا بالإرهاق من كثرة أسئلته؟ لا تقلق، فهذا علامة إيجابية على أنه ينمو بشكل صحي وطبيعي ويعزز قدراته العقلية المذهلة. في هذا المقال سنكتشف معًا كيف يمكننا استغلال سلوكيات الطفل الفضولي وأسئلته الكثيرة لتشجيعه على التعلم، واكتشاف العالم من حوله، واكتساب مهارات حياتية جديدة.
كيف نتعامل مع الطفل الفضولي؟
يُعتبر الفضول علامة على حب الأطفال للاستكشاف ورغبتهم في التعلم المستمر، إلا أنّه قد يُشكل تحديًا للوالدين، خاصة عندما يشعرون بالإرهاق من الأسئلة الكثيرة أو الحيرة لعدم معرفتهم كيفية الإجابة عنها بطريقة تناسب عمر الطفل وقدرته على الفهم، ودون كبت رغبته بالاستكشاف والمعرفة. للتعامل مع الطفل الفضولي بفعالية، يمكنك اتباع النصائح الآتية:
- تشجيع طرح الأسئلة:
اخلق بيئة يشعر فيها طفلك بالحرية والأمان لطرح أسئلته دون خوف من التوبيخ أو الرفض، وأخبره أن فضوله محل تقدير وأن جميع أسئلته مهمة. - الاستماع النشط:
عندما يسألك طفلك سؤالًا امنحه انتباهك الكامل، واستمع إليه بعناية، وأظهر له أنك مهتم بما يقول، فهذا يعزز ثقته بنفسه ويجعله يشعر بأن أسئلته تستحق الإجابة. - البحث عن الإجابات معًا:
لا يجب أن يكون لديك كل الإجابات، بل يُمكنك أن تجعل من عملية البحث عن المعلومات مغامرة مشتركة، وذلك بالاستعانة بالكتب أو الإنترنت أو حتى بالقيام بزيارات ميدانية إلى الأماكن التي تُثير اهتمام طفلك، وبذلك سيتعلم قيمة الاستكشاف المستقل. - تخصيص وقت للأسئلة:
حدِّد وقتًا معينًا خلال اليوم ليطرح فيه طفلك كل أسئلته، فهذا يقلل من شعورك بالإرهاق ويجعل الطفل يشعر بأن هناك وقتًا مخصصًا له ولتساؤلاته. - تعزيز الفضول الإيجابي:
يُمكن للطفل الفضولي أن يقوم بتجارب خطيرة سعيًا للاستكشاف، وفي هذه الحالة عليك أن تقترح على الطفل سلوكيات آمنة بديلة، وذلك بعد أن تشرح له أنه ليس بإمكانه القيام بكل ما يخطر بباله حتى لا يعرض نفسه أو غيره للخطر والمشكلات. - تشجيع النشاط العملي:
يُمكنك أن تلجأ إلى التجارب في شرح بعض الظواهر المثيرة لطفلك، فهذا سيعزز فهمه ويغذي فضوله.
ألعاب واعية تنمي مهارات الطفل الفضولي
تعتبر الألعاب الواعية (بالإنجليزية: Mindfulness games) أداة فعالة لتوجيه فضول الطفل نحو سلوكيات إيجابية، وتعليمه كيفية الانتباه إلى الأشياء الموجودة من حوله وملاحظة تفاصيلها الدقيقة، وتنمية قدرته على التركيز والتحمل. إليك بعض الأمثلة على الألعاب الواعية التي تساعد في السيطرة على سلوك الطفل الفضولي وتوجيه فضوله نحو أنشطة مفيدة:
لعبة الاستماع إلى الطبيعة
تكون هذه اللعبة بأن تخرج إلى إحدى المناطق الطبيعية، وتغلق عيني طفلك بقطعة من القماش، ثم تطلب منه التركيز في الأصوات الموجودة حوله، ووصف ما يسمعه؛ مثل أصوات العصافير، وأصوات الرياح، وصوت حفيف الشجر، ونحو ذلك، فهذه اللعبة تعزز مهارات الاستماع لديه وتقوي قدرته على الانتباه.
لعبة البحث عن الكنز
يتعين على الأطفال في هذه اللعبة البحث عن كنز مخبأ، وذلك باتباع مجموعة من الإرشادات أو الأدلة التي تقودهم خطوة بخطوة إلى الهدف النهائي، وتكون هذه الأدلة عبارة عن ألغاز مكتوبة على الورق أو خرائط لتوضيح المسار أو تعليمات بسيطة يُطلب من الأطفال اتّباعها، وتكون مخبئة بحيث تُرشد كل منها إلى الأخرى، إلى أن يصل الطفل إلى المكان النهائي للكنز.
لعبة الملاحظة
ضع أطفالك في مكان معين، مثل الحديقة أو الغرفة أو غير ذلك، واطلب منهم ملاحظة كل شيء موجود داخلها، ثم أغلق أعينهم واطلب منهم وصف كل شيء شاهدوه.
مراقبة الغيوم
دع طفلك يستلقي على العشب، واطلب منه أن ينظر إلى الغيوم ويراقب حركتها وأشكالها المختلفة، ويتخيل قصة من الغيوم التي يشاهدها، مثلًا: تظهر الغيوم أحيانًا على شكل وجه رجل عجوز، يمكن للطفل أن ينسج قصة تخيلية عما يراه.
صندوق الأسرار
أحضر صندوقًا واملأه بمجموعة من الأدوات المختلفة، واطلب من أطفالك تخمين ما في الصندوق من خلال طرح الأسئلة وإجابتهم عليها، وتكون هذه الأسئلة عن اللون أو الملمس أو الحجم أو نحو ذلك.
العد التنازلي بالأصابع
اطلب من طفلك أن يعد تنازليًا من الرقم 10 إلى الرقم 1، ومع كل رقم ينزل أحد أصابعه ويذكر صفة جميلة يتمناها، مثلًا يقول: “أنا هادئ، أنا مسؤول، أنا مستقل…”، حيث يمكن لهذه اللعبة أن تُساعد الطفل في السيطرة على فضوله والتركيز في شيء محدد، وبالتالي يصبح أكثر قدرة على التحمل.
تصوير المتشابهات
اطلب من أطفالك أن يبحثوا عن أشياء متشابهة في المنزل ويصوروها، وأعطهم مهلة كافية لذلك، ولا يشترط أن يكون التشابه كبيرًا أو تامًا، بل يكفي أن تكون ذات لون واحد، أو حجم متقارب، أو استخدام متشابه، ثم دعهم يعرضون الصور التي التقطوها.
لعبة المستكشف
اخرج مع طفلك إلى الحديقة، وأغلق عينيه جيدًا، واطلب منه أن يحدد الأشياء الموجودة أمامه، بحيث يمكنه أن يلمسها أو يشتمها ليتمكن من التعرف إليها. تساعد هذه اللعبة الأطفال على تطوير الوعي الحسي وتشجعهم على الاستفادة من فضولهم في استكشاف التفاصيل.
كيفية السيطرة على رغبات الأطفال المتزايدة
يمكن للأهل توجيه أطفالهم لفهم قيمة الأشياء، والتمييز بين الاحتياجات والرغبات، وبالتالي للتحكم في رغباتهم وبناء مهارات حياتية مستقبلية، وذلك باتباع الأساليب الآتية:
- قواعد واضحة: ينبغي للأهل وضع مجموعة من القواعد والحدود للأطفال من عمر صغير، بحيث لا يجوز لهم تجاوزها، فهذا سيساعدهم على ضبط النفس والتحمل.
- التفريق بين الاحتياجات والرغبات: ساعد أطفالك على تصنيف الأشياء إلى احتياجات ورغبات، مثلًا وجبة الغداء ضمن الاحتياجات، أما الحلوى فهي من الرغبات.
- الصبر: علّم أطفالك أن الصبر يجعل الأشياء أجمل وأكثر متعة، بخلاف الاستعجال للحصول على المتعة الفورية الذي قد يضيع قيمة الأشياء.
- تعزيز الوعي الذاتي: مارس مع أطفالك تمرينات التنفس العميق بانتظام، وأخبرهم أنّ عليهم ممارستها للتفكير في رغباتهم بعمق وتقييم مدى حاجتهم إليها.
- الادخار: إذا تعلم الطفل ادخار الأموال في الحصالة، ومن ثم استخدامها في الأشياء التي يود اقتناءها فإنّه سيشعر أكثر بقيمة المال وقيمة الأشياء التي يمتلكها، فلا يسعى إلى استبدالها بسرعة.
الفضول هو مفتاح التعلم، وبالاستفادة من الألعاب الواعية والنصائح التي وضحناها في هذا المقال، يمكن للأهل تعزيز فضول أطفالهم بطريقة إيجابية، الأمر الذي سيُسهم في تنمية مهاراتهم وتوسيع آفاقهم المعرفية.